يميل الكثير من الأشخاص إلى استحضار المزيد من المشاهد والخيالات الممتعة إلى أذهانهم لمحاولة عدم الشعور بالملل أو الوقت الطويل في العمل، مثل الجلوس على شاطئ والبحر وتناول مشروب مفضل تحت أشعة الشمس الدافئة.
فكيف يمكن لعقولهم أن تطير فجأة لآلاف الأميال للاستمتاع بما يرغبوا به بينما تظل أجسادهم مقيدة بمكاتبهم؟
في الحقيقة، يقوم الدماغ بتشكيل أفكار منفصلة عن الظروف الحالية بفضل مجموعة من مناطق الدماغ التي تسمى شبكة الوضع الافتراضي، والتي تشع نشاطاً وحيوية عند التخيل.
وتتفاعل هذه الشبكة بشكل فعال ودائم مع أجزاء أخرى من الدماغ، بما في ذلك تلك التي تشارك بشكل أكبر في تحديد الحالة المزاجية، وذلك بحسب ما قاله الدكتور “آرون كوسي” عالم الأعصاب وعلم النفس الإدراكي في جامعة نورث إيسترن البريطانية، مضيفاً: “إن هذا يجعل أحلام اليقظة متداخلة بعمق مع عواطفنا، وهو أداة العقل لمحاربة الملل والشعور بالكآبة بسبب الإرهاق، وهو ما يفسر غزارة وجمال تخيلاتنا في الأيام الداكنة والمتعبة”.
وعلى الرغم من أن هذه الرؤى قد تظهر كفعل ترفيهي، إلا أن كونك شخصاً دائم السرحان وتترك المجال لخيالك وعقلك يطير مسافراً خلف الغيوم، ليس عادة يجب عليك تجنبها بالضرورة، حيث أنه عادة ما يكون الأشخاص ذوي هذه الصفة من أصحاب الصحة العقلية والنفسية السليمة، كما أن التخيل قد يساعدنا على التفكير الإبداعي من خلال استحضار تجارب الماضي والإبداع في إنجاز مهام الحاضر والتخطيط للمستقبل.