يرتط دائماً طبق الكشري، بالأكلات الشعبية المصرية الشهيرة، ولكن قد لا يعلم الكثيرون أن هذا الطبق الشهير، ليس مصري الأصل، على الرغم من تصدره قائمة وجبات المطبخ الشعبي المصري منذ ما يزيد عن 100 عام، وشعبيته الطاغية، والتي اكتسبها هذا الطبق بفضل مذاقه اللذيذ وانخفاض تكلفته المادية.
وكشفت هذه الحقيقة الجديدة ، صانعة المحتوى والمرشدة السياحية المصرية “بسنت نور الدين” في تقرير تلفزيوني مصور نشرته على صفحتها الرسمية عبر منصة الفيديوهات “يوتيوب”، حيث استعرضت المدونة المصرية في الوثائقي القصير الذي كان عنوانه “الكشري ورحلة تطوره من أكلة هندية إلة أكلة مصرية إيطالية” ، بعض تفاصيل هذا الطبق الشعبي، متوقفة عند أصوله التاريخية التي يبدو أنه سافر فيها عبر الأزمنة والأماكن ليحط الرحال على أرض مصر مع بداية الحرب العالمية الأولى أي في عام 1914، وفرض الحماية البريطانية على مصر.
وأشارت نور الدين إلى أن بعض الجنود الهنود كانوا من بين القوات البريطانية، وقاموا بجلب أكلة “الكجري” معهم والمكونة من الأرز والعدس، ليقوم بعدها المصريين بإضافة بعض اللمسات التقليدية والطابع الخاص بهم مثل “دقة” الخل والثوم، والبصل المحمر والحمص. أما صلصة الطماطم التي تتم إضافتها لهذا الطبق، فأصلها إيطالي، حيث عمد بعض أفراد الجالية الإيطالية المقيمة في مصر في تلك الفترة بإضافة بعض مكونات وجباتهم المفضلة وهي “صلصة الطماطم” و”المعكرونة”، لتتحول لاحقا هذه الأكلة إلى طبق “الكشري” الشهير حاليا في مصر بدلا عن طبق “الكجري” الهندي الأصل.
ولفتت المدونة المصرية التي انطلقت تجربتها في اكتشاف أسرار الطبخة التاريخية من إحدى المحال الشهيرة في إعداد “الكشري” بالعاصمة المصرية القاهرة، إلى تشابه أكلة “المجدرة” المعروفة في منطقة بلاد الشام، مع الكشري المصري بشكل واضح واشتراكهما في المكونات الأساسية اوهي الأرز والعدس.