تنطلق في الثامن من يوليو المقبل، التجهيزات النهائية لعملية العد التنازلي لـ “مسبار الأمل” إلى مداره على كوكب المريخ، والمقرر يوم الأربعاء 15 يوليو المقبل، من مركز “تانيغاشيما” الفضائي.
ويتولى الفريق المعني بتجهيز عملية العد التنازلي، مهامه الفنية، قبل سبعة أيام من عملية إطلاق المسبار إلى الفضاء، والتي تشمل التأكد من سلامة وجاهزية المسبار للإطلاق، وجاهزية المحطة الأرضية وفريق العمليات، بالإضافة إلى التأكد الفني والتقني من جاهزية الصاروخ الذي سيحمل المسبار إلى الفضاء.
وتم تجهيز “مسبار الأمل” منذ وصوله إلى المحطة الفضائية في اليابان، إلى ست عمليات فائقة الدقة قبيل الإطلاق، بدأت بتعبئة خزان الوقود للمرة الأولى بنحو 700 كيلوغرام من وقود “هايدروزين”، وتنتهي بـ”شحن بطاريات المسبار للمرة الأخيرة”.
ومن جانبه، أوضح قائد اختبارات مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”، عمر الشحي، بأن مرحلة الإطلاق تُعد المرحلة الأهم بين المراحل المتعلقة بـ”مسبار الأمل”، كونها تتطلب تنسيقاً مسبقاً وبالغ الدقة بين فرق المسبار كافة.
وأكد الشحي، في رسالة مصورة من المحطة الفضائية بجزيرة “تانيغاشيما” في اليابان، تحت عنوان “الاستعدادات اللازمة لمرحلة ما قبل الإطلاق”، قائلاً: “إن الفريق المعني بتجهيز عملية العد التنازلي يبدأ مهامه الفنية قبل سبعة أيام من عملية إطلاق المسبار إلى الفضاء، وذلك من خلال التأكد من سلامة وجاهزية المسبار للإطلاق، وجاهزية المحطة الأرضية وفريق العمليات، بالإضافة إلى التأكد الفني والتقني من جاهزية الصاروخ الذي سيحمل المسبار إلى الفضاء”.
وينطلق “مسبار الأمل” في مهمته إلى المريخ يوم الأربعاء 15 يوليو المقبل، عند الساعة 5:51:27 صباحاً بتوقيت اليابان (00:51:27 بعد منتصف الليل بتوقيت الإمارات)، من مركز «تانيغاشيما» الفضائي باستخدام منصة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.
وفي السياق ذاته، تابع الشحي: “يعتمد يوم إطلاق المسبار على عوامل مختلفة يتم مراعاتها بدقة شديدة، أهمها عامل الطقس الذي يجب أن يكون مناسباً لعملية الإطلاق، ومن ثم يتم متابعته ومراقبته بشكل متواصل خلال فترة نافذة الإطلاق، والتي تظل متاحة لنحو الشهر، وتحدث كل عامين، بسبب اقتراب كوكب المريخ من كوكب الأرض”.
ومنذ وصوله بنجاح إلى المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما في اليابان، يتولى فريق من الكوادر الإماراتية الشابة الإشراف على كل جانب من جوانب إعداد “مسبار الأمل” للانطلاق في مهمته الفضائية التاريخية، حيث يخضع المسبار إلى “ست عمليات” تجهيز فائقة الدقة قبيل الإطلاق، تستغرق 50 يوم عمل (تنتهي بعد 22 يوماً).
أولاها تعبئة خزان الوقود للمرة الأولى بنحو 700 كيلوغرام من وقود “هايدروزين”.
والثانية فحص خزان الوقود للتأكد من عدم وجود أي تسريبات، إضافة إلى اختبار أجهزة الاتصال والتحكم، ونقل المسبار إلى منصة الإطلاق، وتركيبه على الصاروخ الذي سيحمله إلى الفضاء، ثم شحن بطاريات المسبار للمرة الأخيرة.
ويتكوّن “مسبار الأمل”، من مجسم مضغوط سداسي الشكل ويمتاز بصلابة هيكله المصنوع من الألمنيوم ويبلغ وزنه نحو 1500 كيلوغرام وأبعاده 2.37 متر × 2.9 متر. ويتضمن لاقطاً عالي القدرة وصحناً هوائياً قطره 1.5 متر، للاتصال مع غرفة المراقبة والعمليات في مركز محمد بن راشد للفضاء، وكاميرا رقمية ذاتية التحكم تلتقط صوراً ملونة عالية الدقة، ومقياساً طيفياً للأشعة فوق البنفسجية لدراسة الطبقات العليا من الغلاف الجوي لكوكب المريخ وتعقب آثار غازي الهيدروجين والأوكسجين في الفضاء السحيق، ومقياساً طيفياً للأشعة تحت الحمراء لدراسة نمط التغيرات في درجات الحرارة والجليد وبخار الماء والغبار، وثلاثة ألواح شمسية قدرتها 600 واط، وهي متموضعة على جانبي المسبار وتبقى مغلقة خلال عملية الإطلاق لتنفتح ذاتياً عندما يصل المسبار إلى مساره.
ويسعى “مسبار الأمل”، إلى دراسة مناخ كوكب المريخ ورسم صورة واضحة وشاملة له، ومعرفة أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ عبر تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأوكسجين التي تشكل الوحدات الأساسية لجزيئات الماء.
وكذلك يهدف، إلى تقديم أول صورة لكيفية تغير طقس المريخ على مدار اليوم وخلال فصول السنة، ومراقبة الظواهر الجوية على سطحه مثل العواصف الترابية وتغيرات درجة الحرارة وتنوّع أنماط مناخه تبعاً لتنوع تضاريسه.
والجدير بالذكر، تساعد الدراسات التي ستُجرى من خلال المسبار على معرفة أسباب تآكل سطح المريخ والبحث عن أي علاقات تربط بين الطقس الحالي والظروف المناخية القديمة للكوكب، إذ سيرسل المسبار 1000 غيغابايت من البيانات والمعلومات للمجتمع العلمي حول العالم، وستكون متاحة لأكثر من 200 جهة علمية وبحثية حول العالم.