يتميز المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل بفلسطين بمكانته الدينية العظيمة، حيث يرتبط بفترة النبي إبراهيم وأبنائه الأنبياء، مما يجعله أقدم معلم ديني لا يزال مستخدمًا ويشهد توافد المصلين عبر العصور.
يتكون المسجد من مجموعة من المباني والمصليات والمقابر والمغارات والأبواب التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة، وليس له تصميم فريد أو قباب كبيرة أو مآذن مرتفعة وزخارف، كما هو الحال في المساجد الإسلامية الشهيرة التي ظهرت منذ العهد الأموي.
ومع ذلك، فإن لهذا المسجد وحجارته القديمة مكانة خاصة في قلوب أتباع الديانات السماوية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، مما جعل مدينة الخليل، التي تحتضن المسجد، مسرحًا للعديد من الأحداث التاريخية على مر العصور.
وفقًا للروايات التاريخية، بُني المسجد الإبراهيمي قبل حوالي أربعة آلاف عام على يد النبي إبراهيم، عليه السلام، رغم أنه لا يظهر بالشكل الحالي الذي يضم مباني تعود لفترات زمنية مختلفة وموثقة.
ويُعتقد أن الملك “هيرودوس” قد أمر ببناء سور حول مقابر الأنبياء في هذا الموقع خلال فترة حكمه بين عامي 37 و4 قبل الميلاد، ولا يزال جزء من ذلك السور العريض قائمًا حتى اليوم.