متابعة- بتول ضوا
السهر لساعات متأخرة من الليل أصبح عادة شائعة في عالمنا الحديث، خاصة مع وجود وسائل الترفيه الرقمية والضغوط العملية التي تجعل الكثيرين يضحون بساعات النوم. لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن السهر ليس مجرد عادة سيئة تؤثر على تركيزك أو طاقتك في اليوم التالي، بل هو عامل رئيسي يقوض جهاز المناعة لديك، مما يعرضك لخطر أكبر للإصابة بالأمراض.
جهاز المناعة هو خط الدفاع الأول لجسمك ضد الفيروسات والبكتيريا والعدوى. عندما تنام، يعمل جسمك على إصلاح الخلايا وإنتاج بروتينات مهمة تسمى “السيتوكينات”، التي تساعد في محاربة الالتهابات والأمراض. النوم الكافي والجيد يعزز هذه العملية، بينما السهر يعطلها.
عندما تسهر لساعات طويلة، فإنك تحرم جسمك من الوقت الكافي لإنتاج هذه المواد المناعية، مما يجعل جهازك المناعي أقل كفاءة في مواجهة التهديدات الصحية. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي السهر إلى زيادة إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، والتي بدورها تثبط عمل الجهاز المناعي.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد. السهر المزمن يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في إيقاع الساعة البيولوجية، وهي الساعة الداخلية التي تنظم العديد من العمليات الحيوية في الجسم، بما في ذلك النوم والاستيقاظ وإفراز الهرمونات. عندما يختل هذا الإيقاع، يتأثر جهاز المناعة سلباً، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وحتى الأمراض المزمنة.
بالإضافة إلى ذلك، يرتبط السهر بزيادة الشهية وتناول الوجبات غير الصحية في وقت متأخر من الليل، مما يؤثر سلباً على الصحة العامة ويضعف المناعة بشكل غير مباشر. فالسكر والدهون الزائدة يمكن أن تسبب التهابات في الجسم، مما يزيد العبء على الجهاز المناعي.
لحماية مناعتك، من الضروري أن تحرص على النوم المبكر والحصول على 7-9 ساعات من النوم المتواصل كل ليلة. حاول أن تخلق روتيناً مريحاً قبل النوم، مثل القراءة أو التأمل، وتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل.
في النهاية، السهر ليس مجرد عادة تؤثر على يومك التالي، بل هو عادة تدمر صحتك على المدى الطويل. لذا، اجعل النوم أولوية في حياتك، وستلاحظ الفرق في صحتك العامة وقوة مناعتك.
