متابعة: نازك عيسى
تم الترويج للمحليات الصناعية، مثل الأسبارتام الموجود في المشروبات الغازية الخالية من السكر والآيس كريم الخالي من السكر، كحلول خالية من الشعور بالذنب لإشباع رغبتنا في تناول الحلويات. ولكن، كشفت الأبحاث الحديثة أن الأسبارتام قد يؤثر سلبًا على صحة الأوعية الدموية.
وقد وجد فريق من أطباء القلب أن الأسبارتام يزيد من مستويات الأنسولين في الجسم، مما يسهم في تصلب الشرايين. يحدث التصلب بسبب تراكم اللويحات الدهنية في الأوعية الدموية، مما يزيد من الالتهابات ويزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية مع مرور الوقت.
وكانت فكرة البحث قد بدأت عندما لاحظ الدكتور ييهاي كاو أحد طلابه يشرب “صودا دايت”، ليقترح دراسة تأثير الأسبارتام. وتوصلت أبحاث سابقة إلى أن استهلاك بدائل السكر قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري، لكن الآلية وراء هذا التأثير كانت غير واضحة.
في هذه الدراسة، قام الباحثون بإطعام الفئران جرعات يومية من الطعام المحتوي على 0.15% أسبارتام لمدة 12 أسبوعًا، وهي كمية توازي استهلاك حوالي 3 علب من الصودا الدايت يوميًا للبشر. مقارنة بالفئران التي لم تتناول الأسبارتام، أظهرت الفئران التي تناولت هذا المحلي زيادة في تراكم اللويحات الدهنية في الشرايين ومستويات أعلى من الالتهاب، وهي علامات على تدهور صحة القلب والأوعية الدموية.
وأظهرت تحاليل الدم ارتفاع مستويات الأنسولين بعد تناول الأسبارتام. ولم يكن هذا الاكتشاف مفاجئًا، لأن الأنسجة مثل الفم والأمعاء تحتوي على مستقبلات تكتشف الحلاوة وتساعد في تنظيم إفراز الأنسولين. ولكن بما أن الأسبارتام أحلى بـ200 مرة من السكر، فإنه يخدع هذه المستقبلات لتحفيز إفراز المزيد من الأنسولين، مما يؤدي إلى تراكم اللويحات الدهنية في الشرايين.