متابعة: نازك عيسى
أظهرت دراسة حديثة أجراها فريق بحثي من جامعة سيدني أن تعديل العادات الحياتية غير الصحية قد يكون أكثر فعالية في تخفيف بعض الآلام مثل آلام الظهر مقارنةً بالعلاجات التقليدية.
وأوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر، والذين خضعوا لتدريب خاص على تحسين نمط حياتهم، شهدوا تحسناً ملحوظاً في أدائهم وجودة حياتهم مقارنةً بالذين تلقوا رعاية طبية قياسية. كما فقد هؤلاء المرضى وزناً أكبر.
شملت الدراسة 350 شخصاً يعانون من آلام أسفل الظهر، تم تقسيمهم بشكل عشوائي لتلقي إما تدريباً على نمط الحياة أو رعاية طبية قياسية وفقاً للإرشادات الحالية. شارك في هذا البرنامج أخصائيو العلاج الطبيعي، وأخصائيو التغذية، ومدربو الصحة، الذين قدموا دعماً عبر الهاتف للمشاركين، وساعدوهم في تحديد العوامل الحياتية التي قد تزيد من سوء آلام الظهر.
وأشار الباحثون إلى أن العوامل التي قد تسهم في تفاقم الألم تشمل: الوزن الزائد، قلة النشاط البدني، النظام الغذائي غير المتوازن، قلة النوم، التدخين، والإفراط في تناول الكحول. وقال الباحث الرئيسي كريس ويليامز: “يجب أن تتجاوز حلول آلام الظهر مجرد التركيز على العمود الفقري”.
وأضاف: “أجسامنا ليست كالأجهزة الميكانيكية، بل هي نظم بيئية حيث تتفاعل عدة عوامل لتحديد كيفية عملنا وشعورنا”.
وفي نهاية الدراسة، كانت مجموعة الأشخاص الذين تلقوا تدريباً على نمط الحياة أقل تأثراً بالإعاقة الناتجة عن آلام الظهر مقارنةً بمجموعة التحكم. كما فقدوا في المتوسط نحو 2 كغم من الوزن، وهو ما يتفوق على المجموعة التي تلقت العلاج الطبيعي فقط.
وخلص ويليامز إلى القول: “عندما يعاني شخص من آلام الظهر التي لا تتحسن، يجب أن يتوقع علاجاً شاملاً يتناول مجموعة من العوامل الصحية، بدلاً من التركيز فقط على ما يحدث في العمود الفقري”. وأكد الباحثون أن مسكنات الألم والعلاجات التقليدية قد لا تكون فعّالة بقدر معالجة العوامل الحياتية غير الصحية.