متابعة: نازك عيسى
كشفت دراسة جديدة حقائق مقلقة حول وجود جزيئات البلاستيك الدقيقة في أطعمة سلاسل الوجبات السريعة الشهيرة في الولايات المتحدة. وأظهرت الدراسة أن هذه الأطعمة تحتوي على مستويات من البلاستيك الدقيقة المرتبطة بمخاطر صحية مثل السرطان والعقم والتوحد.
قام الباحثون باختبار أكثر من 300 نوع من الأطعمة المباعة في سلاسل المطاعم ومحلات البقالة الأمريكية للبحث عن نوعين من السموم المجهرية. ووجدوا أن أسوأ النتائج كانت في بعض سلطات “ستاربكس” و”سويت غرين”، مقارنة ببقية المطاعم.
وتم العثور على أعلى مستويات من الفثالات في سلطة الدجاج بالبيستو بارم من “سويت غرين” ولاتيه الماتشا من “ستاربكس”. الفثالات هي مواد كيميائية تُستخدم لجعل البلاستيك أكثر مرونة وشفافية.
كما احتوى برغر الجبن ووبر بالجبن من “برغر كينغ” و”شيك شاك” على ثالث أعلى مستويات من جزيئات البلاستيك الدقيقة، التي ترتبط بأمراض خطيرة.
لم تسلم سلاسل المطاعم التي تقدم البوريتو المكسيكي من وجود جزيئات البلاستيك، حيث كانت “تاكو بل” من بين الأسوأ في هذا السياق، كما ظهرت “وينديز” و”شيبوتلي” أيضًا ضمن المطاعم التي تحتوي أطعمتها على البلاستيك الدقيق.
تم شراء عدة عينات من كل منتج لضمان دقة النتائج. وبشكل عام، تم اختبار 775 عينة من 312 طعاماً للبحث عن المواد الكيميائية البلاستيكية. ولضمان عدم التلوث، تم إرسال جميع العينات إلى مختبر اختبار معتمد في عبواتها الأصلية.
بعد الاختبارات، تبين أن سلطة الدجاج من “سويت غرين” كانت الأسوأ بين منتجات الوجبات السريعة من حيث محتواها العالي من الفثالات. وفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA)، تعتبر مستويات التعرض اليومية للفثالات – خاصة DEHP – خطيرة عند حوالي 20 ميكروغراماً لكل كيلوجرام من وزن جسم الإنسان. واحتوت سلطة “سويت غرين” على متوسط 0.05 ملغم لكل وجبة (395 غراماً)، وهي كمية تُعتبر آمنة وفقاً للمعايير الحالية، ولكن الباحثين أشاروا إلى أن هذه المعايير قديمة ويجب تحديثها.
مادة بيسفينول أ
كما اختبر الباحثون بعض المنتجات بحثًا عن مادة بيسفينول أ (BPA)، وهي مادة كيميائية صناعية تُستخدم في صناعة البلاستيك وعلب الألومنيوم. وقد أظهرت دراسات سابقة أن بيسفينول أ، الذي يُستخدم في تبطين العبوات البلاستيكية والمعدنية، مرتبط بتغيرات عصبية وسلوكية، بما في ذلك التوحد.
في الدراسة الحالية، تجاوزت عينات من 22 منتجًا، من بينها تلك الخاصة بـ “ستاربكس” و”شيك شاك” و”هول فودز”، حدود تناول بيسفينول أ التي حددتها هيئة سلامة الأغذية الأوروبية (EFSA). تراوحت الزيادة في الكميات من 450% إلى 32,571% مقارنة بالحدود الآمنة لشخص وزنه 70 كغم.
وكان “شاي بوبا” من شركة “بوبا غايز” من أسوأ المخالفين لمعايير بيسفينول أ، حيث كان يعادل استهلاكه لمدة 1.2 سنة الحد الآمن وفقًا لهيئة سلامة الأغذية الأوروبية.