متابعة بتول ضوا
أظهرت الدراسات الحديثة وجود علاقة وثيقة بين عادات العمل وأنماط النوم، حيث يمكن أن تُساهم بعض الممارسات في بيئة العمل في الإصابة بالأرق واضطرابات النوم الأخرى. هذا المقال يُسلط الضوء على هذه العلاقة، مُوضحاً كيف تُؤثر عادات العمل السلبية على جودة النوم، ويُقدم نصائح للتغلب على هذه المشكلة.
كيف تُؤثر عادات العمل على النوم؟
تُشير الدراسات إلى أن هناك عدة عوامل في بيئة العمل تُساهم في اضطرابات النوم، منها:
- ساعات العمل الطويلة وغير المنتظمة: العمل لساعات طويلة، خاصةً مع عدم وجود جدول زمني ثابت، يُؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية للجسم، ما يُصعب عملية النوم والاستيقاظ في أوقات مُحددة. العمل بنظام الورديات، خاصةً الورديات الليلية، يُعتبر من أكثر العوامل المُسببة لاضطرابات النوم.
- الضغط النفسي والتوتر في العمل: يُمكن أن يُؤدي ضغط العمل، والمواعيد النهائية المُحددة، والمشاكل مع الزملاء أو الرؤساء، إلى الشعور بالقلق والتوتر، ما يُؤثر سلباً على القدرة على النوم. التفكير في مشاكل العمل قبل النوم يُبقي العقل مُنشغلاً ويمنع الاسترخاء.
- الجلوس لفترات طويلة: العمل المكتبي الذي يتطلب الجلوس لساعات طويلة يُقلل من النشاط البدني، ما يُؤثر على جودة النوم. قلة الحركة تُقلل من إفراز هرمونات تُساعد على النوم العميق.
- استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم: استخدام الحواسيب والهواتف الذكية قبل النوم يُعرض الشخص للضوء الأزرق الذي يُثبط إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم.
- بيئة العمل غير المُريحة: الإضاءة القوية، الضوضاء، ودرجة الحرارة غير المُناسبة في مكان العمل يُمكن أن تُؤثر على التركيز والراحة خلال النهار، ما ينعكس سلباً على جودة النوم في الليل.
مخاطر قلة النوم الناتجة عن عادات العمل السلبية:
- قلة النوم الناتجة عن عادات العمل السلبية لا تُؤثر فقط على المزاج والإنتاجية في العمل، بل تُؤدي أيضاً إلى مشاكل صحية خطيرة، منها:
- ضعف التركيز والذاكرة: يُؤثر سلباً على الأداء في العمل وزيادة احتمالية ارتكاب الأخطاء.
- زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة: مثل أمراض القلب، السكري، وارتفاع ضغط الدم.
- ضعف جهاز المناعة: ما يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض.
- مشاكل نفسية: مثل الاكتئاب والقلق.
نصائح لتحسين جودة النوم رغم متطلبات العمل:
- الحفاظ على جدول نوم مُنتظم: حاول النوم والاستيقاظ في نفس الوقت يومياً، حتى في أيام العطل.
- خلق بيئة نوم مُناسبة: اجعل غرفة نومك مظلمة، هادئة، وباردة.
- تجنب الكافيين والنيكوتين قبل النوم: هذه المواد تُنبه الجهاز العصبي وتُعيق النوم.
- ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني يُحسن جودة النوم، ولكن تجنب ممارسة الرياضة قبل النوم مباشرة.
- الاسترخاء قبل النوم: مارس تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوجا قبل النوم.
- تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم: استبدل استخدامها بقراءة كتاب أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.
- أخذ فترات راحة قصيرة خلال العمل: الحركة البسيطة والتمدد يُساعدان على تحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر.
- التحدث مع مسؤولك عن ظروف العمل: إذا كانت ظروف العمل تُؤثر بشكل كبير على نومك، حاول التحدث مع مسؤولك لإيجاد حلول مُناسبة