متابعة: نازك عيسى
الكولاجين هو البروتين الأكثر وفرة في أجسامنا، ويشكل الركيزة الأساسية لأنسجة الجهاز العضلي الهيكلي مثل الأوتار والأربطة والعظام. وللحفاظ على أداء جيد لهذا النظام، من الضروري أن يكون هناك تجدد مستمر للكولاجين، بحيث يتم استبدال الكولاجين القديم بآخر جديد.
وفي هذا السياق، يوضح الدكتور كيث بار، أستاذ علم وظائف الأعضاء في جامعة كاليفورنيا، بعض الحقائق حول المصادر الجيدة للكولاجين والعوامل التي قد تعيق إنتاجه في الجسم.
مصادر الكولاجين وعوامل تعزيز إنتاجه
وفقًا لما ذكره الدكتور بار يعتبر الكولاجين بروتينًا قائمًا على اللحوم، حيث أن الأنسجة الحيوانية هي المصدر الطبيعي الوحيد له. وعلى الرغم من أن بعض الخضروات تحتوي على نسبة عالية من حمض الجلايسين الأميني، وهو المكون الرئيسي للكولاجين، إلا أن الجسم لا يمتصه بشكل جيد من المصادر النباتية. ويُعزى دور فيتامين “سي” في تسريع إنتاج الكولاجين في الجسم، حيث يساعد هذا الفيتامين في تحفيز تخليق البروتين.
الأفراد الذين يتناولون كميات كبيرة من اللحوم أو مرق العظام قد لا يلاحظون تأثيرًا كبيرًا عند تناول مكملات الكولاجين، لأنهم يحصلون على كمية كافية من الكولاجين من نظامهم الغذائي الطبيعي. بالمقابل، يحتاج النباتيون إلى مصادر بديلة توفر الأحماض الأمينية اللازمة لبناء الكولاجين.
إذا كانت كمية الكافيين في الجسم مرتفعة، مثل استهلاك 5 إلى 6 أكواب من القهوة يوميًا، فقد يؤثر ذلك سلبًا على إنتاج الكولاجين. ويوضح الدكتور بار: “أجرينا دراسة على الفئران أظهرت أن تناول كميات كبيرة من الكافيين يؤثر بشكل طفيف على حجم العضلات وتكيف الأوتار مع التمارين الرياضية. لقد لاحظنا تأثيرًا مباشرًا للكافيين في تقليل تكوين البروتين في العضلات والأنسجة الضامة، لكن يحتاج الأمر إلى كميات كبيرة من الكافيين لحدوث هذا التأثير في البشر”.
مكملات الكولاجين وفوائدها
وفقًا للدكتور بار، أظهرت الدراسات أن تناول مكملات الكولاجين يمكن أن يزيد من مستويات ببتيد بروكولاجين الطرفي الأميني، وهو مؤشر على زيادة تخليق الكولاجين. ولذلك، يمكن لمكملات الكولاجين أن تكون مفيدة، خصوصًا للأفراد الأكبر سنًا.
ومن بين الفوائد التي تم اكتشافها لمكملات الكولاجين، تشير الدراسات إلى أنها قد تساعد في تخفيف أعراض هشاشة العظام، مثل آلام الركبة وصعوبة الحركة. ولا يوجد جانب سلبي كبير لاستخدام مكملات الكولاجين عالية الجودة، مثل تلك المصنوعة من جلود الحيوانات. ومع ذلك، قد يحتوي الكولاجين المستخلص من العظام على كميات مرتفعة من المعادن الثقيلة، لذا ينبغي الحذر في اختيار المكملات.
يزداد امتصاص الجسم لمكملات الكولاجين عند تناول أحماض أمينية، ويعتبر الحليب أحد أفضل المصادر لهذه الأحماض من وجهة نظر الدكتور بار.
أوميغا 3 والتأثير على الكولاجين
أما بالنسبة لمكملات أحماض أوميغا 3، فإن الدراسات تشير إلى أن تأثيرها على الكولاجين يرتبط بوجود التهابات في الجسم. فالتهابات الجسم قد تعيق إنتاج الكولاجين، وفي حال عدم وجود التهابات، لا يكون لها تأثير ملموس على العلاقة بين الكولاجين وصحة العظام والعضلات.