متابعة: نازك عيسى
أصبحت مشروبات ومكملات الكولاجين موضوعًا شائعًا في الوقت الراهن، خاصة بعدما روج لها العديد من المشاهير والمؤثرين كحل سحري لتحسين صحة البشرة والشعر والأظافر. ولكن، هل هناك أساس علمي يدعم فعالية هذه المنتجات؟ وهل تقدم الأبحاث العلمية إجابة على هذه التساؤلات؟
ما هو الكولاجين؟
الكولاجين هو بروتين بنيوي أساسي في الجسم، ويُعد مكونًا رئيسيًا للعديد من الأنسجة مثل الجلد والشعر والأظافر والغضاريف والعظام. يعمل الكولاجين على الحفاظ على مرونة البشرة ودعم صحة الشعر، حيث يساهم في تجديد الخلايا وترطيب الجلد.
إنتاج الجسم للكولاجين يتم بشكل طبيعي من خلال الأحماض الأمينية الموجودة في الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم والأسماك. ومع ذلك، تتأثر مستويات الكولاجين في الجسم بعوامل عدة مثل التقدم في العمر، التعرض المفرط لأشعة الشمس، والتدخين، واستهلاك الكحول، مما قد يؤدي إلى تقليص إنتاجه بشكل تدريجي.
تحتوي مكملات الكولاجين عادة على ببتيدات كولاجين مستخلصة من مصادر مختلفة مثل الأسماك أو الأبقار أو الدجاج. هذه الببتيدات هي سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية التي تهدف إلى دعم الجسم في إنتاج البروتينات الأساسية مثل الكولاجين والكيراتين، مما يساعد على تعزيز صحة الشعر والبشرة.
تشير بعض الدراسات إلى أن مكملات الكولاجين قد تحسن من تماسك الجلد ومرونته وتقلل من ظهور التجاعيد. على سبيل المثال، أظهرت دراسة تحليلية شملت 1125 مشاركًا تحسنًا ملحوظًا في رطوبة البشرة ولونها بعد استخدام مكملات الكولاجين.
ومع ذلك، لا يوجد دليل قاطع يؤكد أن هذه التحسينات ناتجة فقط عن الكولاجين، حيث أن المكملات غالبًا ما تحتوي على مكونات إضافية مثل الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي قد تساهم أيضًا في هذه النتائج.
بالنسبة للأظافر والشعر، أظهرت دراسة صغيرة شملت 25 شخصًا تحسنًا في هشاشة الأظافر بعد تناول مكملات الكولاجين، إلا أن الدراسة كانت محدودة ولم تشمل مجموعة تحكم للمقارنة. أما في ما يتعلق بالشعر، فلا توجد دراسات كافية تؤكد تأثير مكملات الكولاجين على نمو الشعر أو تحسين صحته بشكل ملموس.
نصائح للعناية بالبشرة والشعر
إذا كنت ترغب في تحسين مظهر بشرتك وشعرك، يُفضل اتباع أسلوب حياة صحي يشمل:
– نظام غذائي متوازن: تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات والفيتامينات والمعادن.
– الإقلاع عن التدخين: الحد من استهلاك الكحول.
– استخدام واقي الشمس: حماية البشرة من أضرار الأشعة فوق البنفسجية.
– استشارة الطبيب: قبل تناول أي مكملات جديدة، خاصة إذا كنت تعاني من مشاكل صحية قد تتطلب تقليل البروتين في النظام الغذائي.
في الختام، على الرغم من أن الكولاجين يعتبر جزءًا مهمًا من الجسم، فإن المكملات الغذائية لن تكون بالضرورة الحل السحري الذي تبحث عنه لتحسين صحة الشعر والبشرة.