متابعة: نازك عيسى
دعا خبراء من الجمعية الدولية لأبحاث طب الأسنان والفم (IADR) والجمعية الأمريكية لأبحاث طب الأسنان والفم (AADOCR) إلى ضرورة توسيع النقاش حول التأثيرات المحتملة للتعرض المبكر للفلورايد على النمو العصبي المعرفي، وذلك في ضوء الأدلة العلمية الحديثة ذات الجودة العالية.
وفي دراسة جديدة أجراها البروفيسور لوك دو وزملاؤه من كلية الصحة والعلوم السلوكية بجامعة كوينزلاند في أستراليا، تم فحص التأثيرات المحتملة للفلورايد على النمو العصبي المعرفي. تم تقييم هذا التأثير باستخدام مقياس ويشلر للذكاء للبالغين (الإصدار الرابع) في عينة أسترالية قائمة على السكان.
وأظهرت نتائج الدراسة أن درجات اختبار الذكاء (FSIQ) للأطفال الذين تعرضوا للفلورايد وغيرهم من الأطفال غير المعرضين له كانت متساوية.أظهرت الدراسة أن التعرض للفلورايد في مرحلة الطفولة المبكرة لا يؤدي إلى تأثيرات سلبية على النمو العصبي الإدراكي.
وفي هذا السياق، صرحت إفي يوانيدو، رئيسة الجمعية الأمريكية لطب الأسنان والفم، قائلة: “لقد كانت إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب مفيدة بشكل كبير لصحة الفم على مدار عقود، ولصحة المجتمع بشكل عام”.
من جهة أخرى، كانت هناك دراسات سابقة تشير إلى أن التعرض لتركيزات عالية من الفلورايد خلال فترة نمو الأسنان في سن الطفولة (بين 3 و4 سنوات) قد يؤدي إلى الإصابة بتسمم خفيف بالفلورايد في الأسنان، مما يظهر على شكل خطوط بيضاء أو بقع على مينا الأسنان. ورغم أن هذا لا يؤثر على صحة الأسنان بشكل عام، إلا أن التغيرات في اللون قد تكون ملحوظة.
تؤكد هذه الدراسات على أهمية الفهم المستمر والمتوازن لتأثيرات الفلورايد، خاصة في ظل الفوائد الصحية التي يقدمها في الوقاية من تسوس الأسنان، مع ضرورة مواصلة البحث العلمي لتقييم تأثيراته المحتملة على الصحة العصبية.