متابعة: نازك عيسى
أفاد باحثون من باكستان وبريطانيا بأن الجل المصنوع من السكريات الطبيعية، مثل “الديوكسيريبوز”، يمكن أن يساعد في استعادة نمو الشعر بشكل أكثر فعالية من العلاجات الطبية التقليدية، وقد يكون علاجًا محتملاً للصلع.
وأشار الباحثون إلى أن وضع جل يحتوي على “الديوكسيريبوز” وهو سكر يلعب دورًا أساسيًا في تكوين الحمض النووي داخل الجسم على الفئران التي تعاني من بقع صلعاء، أدى إلى نمو فراء أسرع مقارنة بالفئران التي لم تتلق العلاج.
ويعتبر الديوكسيريبوز مكونًا رئيسيًا يشكل “العمود الفقري” للسكر في الحمض النووي، وعند استخدامه كجل موضعي على الشعر، يساعد في تعزيز تدفق الدم إلى بصيلات الشعر، مما يشجع على نمو الشعر بشكل أسرع وأقوى. ورغم أن التجربة اقتصرت حتى الآن على الفئران، فإن نتائجها الواعدة قد تعني إمكانية تطبيقها على البشر، مما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج تساقط الشعر.
في التجربة، تم معالجة الفئران باستخدام هلام يحتوي على الديوكسيريبوز المخلوط مع مواد أخرى تساعد في توصيل المكون النشط إلى المنطقة المستهدفة. ولم تُسجل أي حالات التهاب أو تهيج لدى الفئران المعالجة. كما أظهرت الفئران المعالجة شعرًا أطول وأكثر كثافة، دون وجود أي علامات على تلف الأنسجة في المناطق المعالجة. كما تمت ملاحظة أن بصيلات الشعر في الفئران المعالجة امتدت إلى عمق الجلد، مما يشير إلى بصيلات أكثر صحة وحيوية.
أظهرت الدراسة أيضًا أن السكر الطبيعي المستخدم في التجربة قد يساعد في تقليل مستويات هرمون DHT، الذي يُعتبر مسؤولًا عن تصغير بصيلات الشعر وبالتالي تساقط الشعر. وقد يساهم ذلك في تعزيز نمو شعر صحي ومنع تساقطه.
في تجربة الفئران، تم تحفيز اثنين منها بهرمون التستوستيرون لخلق حالة مشابهة للثعلبة الأندروجينية، وهي نوع من الصلع الوراثي. كانت الفئران تعاني من بقع صلعاء على ظهورها، بينما لم تخضع المجموعة الضابطة لأي علاج، وتم حلق فرائها لخلق نقطة بداية موحدة. تم علاج الفئران باستخدام هيدروجيل تجريبي أو هيدروجيل وهمي أو مينوكسيديل، وهو علاج شائع لتساقط الشعر.
بعد 14 يومًا، أظهرت الفئران المعالجة بالهيدروجيل التجريبي نموًا أفضل للشعر مقارنة ببقية المجموعات. بحلول اليوم 21، كان 60-70% من جلد الفئران المعالجة بالهيدروجيل مغطى بالشعر، في حين كان نمو الشعر أقل بكثير في المجموعات الأخرى. كما تم قياس كثافة الشعر، حيث أظهرت الفئران المعالجة بالهيدروجيل التجريبي شعرًا أكثر كثافة من تلك المعالجة بالمينوكسيديل، وكانت كثافة الشعر أعلى في كلتا المجموعتين مقارنة بالمجموعة الضابطة.
الصلع الوراثي، الذي يعد السبب الأكثر شيوعًا لتساقط الشعر لدى الرجال والنساء حول العالم، ناتج عن مزيج من العوامل الوراثية والتغيرات الهرمونية والتقدم في السن. يُعرف أيضًا بالثعلبة الأندروجينية، التي تبرز الدور الحاسم للتغيرات الهرمونية في نمو الشعر مع تقدم العمر. يقدر أن حوالي 80 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من هذا النوع من الصلع، والذي يحدث بسبب الحساسية لهرمون ديهيدروتستوستيرون (DHT)، مما يؤدي إلى انكماش بصيلات الشعر وتوقفها عن إنتاج شعر جديد.