متابعة: نازك عيسى
حثّ المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، اليوم السبت، القوى الإقليمية والدولية على تكثيف جهودها لتفادي انهيار المؤسسات الحيوية في سوريا، وذلك عقب سقوط نظام بشار الأسد.
تصريحات بيدرسن ودعوته للعمل المشترك
خلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على هامش اجتماعات تعقد في مدينة العقبة الأردنية، أعرب بيدرسن عن تأييده لعملية سياسية “موثوقة وشاملة” تهدف إلى تشكيل حكومة جديدة في سوريا.
وقال المبعوث الأممي:”يجب ضمان استمرار عمل مؤسسات الدولة وتقديم المساعدات الإنسانية بشكل سريع للشعب السوري. إذا تحقق ذلك، فقد تكون هناك فرصة جديدة للسوريين.”
اجتماعات العقبة
تستضيف الأردن في مدينة العقبة الساحلية، الواقعة على بعد نحو 325 كيلومترًا جنوب عمّان، اجتماعًا دوليًا لمناقشة التطورات في سوريا. يشارك في الاجتماع وزراء خارجية من الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، تركيا، وعدد من الدول العربية.
وأكد بلينكن، خلال جولته الإقليمية التي شملت لقاءات مع قادة الأردن وتركيا والعراق، على أهمية إطلاق عملية سياسية “شاملة” تعكس تطلعات جميع مكونات الشعب السوري. كما شدد على الدور الحاسم الذي تلعبه الأمم المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية وحماية الأقليات.
تصريحات حول هيئة تحرير الشام والترتيبات الانتقالية
وأشار بيدرسن إلى أن هيئة تحرير الشام، التي قادت الهجوم الذي أدى إلى سقوط الأسد، بحاجة إلى ترجمة “الرسائل الإيجابية” التي أرسلتها للسوريين إلى خطوات ملموسة.
وقال:”الاختبار الحقيقي سيكمن في كيفية تنظيم الترتيبات الانتقالية في دمشق وتنفيذها. إذا تضمنت العملية الانتقالية إشراك جميع المكونات والمجموعات الأخرى، فقد يكون ذلك بداية جديدة للشعب السوري.”
وأوضح أن هذا التوجه قد يدفع المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية.
التحديات الإنسانية المستمرة
أسفر الصراع السوري، المستمر منذ أكثر من عقد، عن مقتل حوالي 500 ألف شخص وتشريد أكثر من نصف السكان، سواء داخل البلاد أو كلاجئين في الخارج. لا تزال الأوضاع الإنسانية تمثل تحديًا كبيرًا، حيث يعتمد الملايين على المساعدات الدولية.
يأتي هذا الاجتماع في وقت حرج لسوريا، مع تزايد الحاجة إلى حلول سياسية تضمن استقرار البلاد وتلبية احتياجات شعبها، بينما تبقى أعين المجتمع الدولي متجهة نحو الخطوات القادمة لتنظيم الانتقال السياسي وتجنب الفوضى.
