متابعة بتول ضوا
يعتبر تجاهل الطفل أحد الأساليب التربوية التي يلجأ إليها بعض الآباء لتعديل سلوك أطفالهم. فكرة هذا الأسلوب بسيطة، تتمثل في عدم الرد على سلوك الطفل غير المرغوب فيه، بهدف تقليل تكراره. ولكن، هل هذا الأسلوب فعّال حقًا؟ وهل له آثار جانبية على الطفل؟ في هذا المقال، سنتناول هذا الموضوع بالتفصيل، مستندين إلى آراء الخبراء في علم النفس التربوي.
ما هو تجاهل الطفل؟
تجاهل الطفل يعني عدم الرد على سلوك معين يقوم به الطفل، سواء كان هذا السلوك إيجابيًا أم سلبيًا. الهدف من هذا الأسلوب هو تقليل تكرار السلوك غير المرغوب فيه، وذلك من خلال حرمان الطفل من الانتباه الذي يسعى إليه من خلال هذا السلوك.
هل تجاهل الطفل عقاب فعال؟
الرأي في فعالية تجاهل الطفل ليس موحدًا بين الخبراء. فمنهم من يرى أنه أسلوب فعال في بعض الحالات، خاصة عندما يكون السلوك الذي يقوم به الطفل يهدف إلى لفت الانتباه. ولكن، هناك من يحذر من الآثار السلبية المحتملة لهذا الأسلوب، ويرى أنه قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة بدلاً من حلها.
الآثار الإيجابية المحتملة لتجاهل الطفل:
- تقليل تكرار السلوك غير المرغوب فيه: في بعض الحالات، قد يؤدي تجاهل الطفل إلى تقليل تكرار السلوك الذي يقوم به، خاصة إذا كان هذا السلوك يهدف إلى الحصول على انتباه الوالدين.
- تعليم الطفل أن السلوكيات السلبية لا تؤدي إلى النتائج المرجوة: يساعد تجاهل الطفل على تعليم الطفل أن السلوكيات السلبية لا تؤدي إلى الحصول على اهتمام الوالدين، وبالتالي قد يقلل من رغبته في تكرارها.
الآثار السلبية المحتملة لتجاهل الطفل:
- زيادة الشعور بالوحدة والإهمال: قد يشعر الطفل الذي يتعرض للتجاهل بالوحدة والإهمال، مما يؤثر سلبًا على علاقته بوالديه.
- تفاقم المشكلة: في بعض الحالات، قد يؤدي تجاهل الطفل إلى تفاقم المشكلة، حيث قد يلجأ الطفل إلى سلوكيات أكثر تطرفًا للحصول على الانتباه.
- عدم معالجة الأسباب الكامنة وراء السلوك: تجاهل الطفل لا يعالج الأسباب الكامنة وراء السلوك غير المرغوب فيه، بل يعمل على قمعه مؤقتًا.
بدائل لتجاهل الطفل
هناك العديد من البدائل لتجاهل الطفل، والتي يمكن أن تكون أكثر فعالية في تعديل السلوك، ومنها:
- التعزيز الإيجابي: مكافأة الطفل على السلوكيات الإيجابية، مما يشجعه على تكرارها.
- التواصل الفعال: التحدث مع الطفل بهدوء ووضوح حول سبب عدم قبول سلوكه، وتقديم بدائل مناسبة.
- التعليم: تعليم الطفل المهارات الاجتماعية والعاطفية التي يحتاجها للتعامل مع المواقف الصعبة.
- البحث عن الأسباب الكامنة: محاولة فهم الأسباب الكامنة وراء سلوك الطفل، ومعالجتها بشكل مناسب.