متابعة: نازك عيسى
تمكن علماء من جامعة كامبريدج و”معهد السرطان المبكر” من ابتكار اختبار بسيط باستخدام البول للكشف عن “خلايا الزومبي”، وهي خلايا قد تكون مؤشرًا على بداية الإصابة بسرطان الرئة. يتيح هذا الاختبار تشخيص السرطان في مراحله المبكرة، حتى قبل ظهور الأعراض على المريض، مما يعزز فرص العلاج المبكر ويقلل من الوفيات الناتجة عن التشخيص المتأخر.
البحث الذي أُجري في “قسم الهندسة الكيميائية والتكنولوجيا الحيوية” في جامعة كامبريدج، يركز على فحص البروتينات التي تفرزها الخلايا الجسدية المسنّة أو “الخلايا الزومبي”. هذه الخلايا تبقى حية ولكنها غير قادرة على الانقسام والنمو، وتؤدي إلى تلف الأنسجة مما يساهم في خلق بيئة مواتية لظهور الخلايا السرطانية. العلماء اعتبروا هذا الابتكار الأول من نوعه في العالم، ويأملون أن يساعد في تمكين المرضى من تلقي العلاج في وقت أبكر، ما يمنحهم فرصة أكبر للتغلب على المرض.
يتم حالياً اختبار هذه التقنية على الفئران، وقد حققت نتائج واعدة. ومن المتوقع أن يبدأ الاختبار على البشر قريبًا. يُشخص في المملكة المتحدة حوالي 43 ألف حالة إصابة بسرطان الرئة سنويًا، ولكن لا ينجو سوى 10% من المرضى لمدة 10 سنوات بعد التشخيص.
يرتكز الاختبار الجديد على الكشف عن الخلايا المسنّة التي تفرزها الأنسجة المصابة قبل تطور السرطان. تُسمى هذه الخلايا بـ “خلايا الزومبي” لأنها تبقى على قيد الحياة دون أن تنقسم، ولكنها تُسبب تلفًا في الأنسجة مما يُعد بيئة خصبة لظهور خلايا سرطانية.
تم تطوير مادة قابلة للحقن تتفاعل مع البروتينات التي تفرزها هذه الخلايا الزومبي. وعندما يحدث التفاعل، يتم إنتاج مركب يمكن اكتشافه بسهولة في البول، مما يدل على وجود خلايا سرطانية في مراحلها المبكرة. ووفقًا للباحثة ليليانا فروك، فإن التغيرات في الأنسجة قبل ظهور السرطان تشمل تراكم الخلايا التالفة، التي تُطلق إشارات تحفز الأنسجة على التحول إلى خلايا سرطانية.
خلال التجارب المعملية على الفئران، تم تحديد بروتين معين تفرزه هذه الخلايا في أنسجة الرئة. بناءً على هذا الاكتشاف، قام العلماء بتصميم مسبار مكون من قسمين: يُحقن الجزء الأصغر في الكلى لتمكين فحص البول. بعد الحقن، يتم مراقبة تغيرات لون البول باستخدام الجزء الأكبر للمسبار، مما يسمح للأطباء بالتحقق من حالة الأنسجة في الرئتين وتحديد ما إذا كانت هناك خلايا سرطانية في مراحلها الأولى.
يعد هذا الاختبار خطوة كبيرة نحو تحسين التشخيص المبكر لسرطان الرئة، مما قد يحدث فارقًا كبيرًا في نتائج العلاج والنجاة من المرض.