متابعة: نازك عيسى
أظهرت أبحاث جديدة أجريت في جامعة فودان والمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن تنقية الهواء داخل المباني تسهم بشكل كبير في تحسين صحة الأطفال في سن المدرسة.
وتعتبر أمراض الجهاز التنفسي من الأسباب الرئيسية للوفاة لدى الأطفال، حيث يرتبط التعرض للجسيمات الدقيقة (PM) بزيادة المخاطر الصحية. ورغم أن تأثير هذه الجسيمات على صحة الجهاز التنفسي معروف، إلا أن فوائد تنقية الهواء للأطفال لم تحظَ بدراسة كافية حتى الآن.
في هذه الدراسة، تم تقييم تأثير تنقية الهواء على صحة الجهاز التنفسي لـ 79 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عامًا. شمل التدخل استخدام أجهزة تنقية الهواء متعددة الإعدادات في الفصول الدراسية وغرف النوم، واستمر لمدة 76 يومًا، تخللها فترة راحة مدتها 88 يومًا.
وأظهرت النتائج أن تنقية الهواء قللت من تعرض الأطفال للجسيمات الدقيقة بنسبة 45%، بينما ظلت مستويات هذه الجسيمات في الهواء الخارجي داخل المدرسة قريبة من المعدلات غير الصحية بالنسبة للمجموعات الحساسة. كما أظهرت الدراسة تحسنًا ملحوظًا في وظائف الجهاز التنفسي، حيث زادت القدرة على الزفير القسري في الثانية بنسبة 8%، وارتفعت ذروة تدفق الزفير بنسبة 16%، في حين تحسنت السعة الحيوية القسرية بنسبة 5%.
كما تم رصد انخفاض بنسبة 22% في مستويات أكسيد النيتريك الزفيري في الزفير لدى الأطفال الذين استخدموا أجهزة تنقية الهواء.
تشير هذه النتائج إلى أن تكثيف استخدام أجهزة تنقية الهواء في الأماكن ذات مستويات التلوث الجوي المرتفعة يمكن أن يكون خطوة هامة لحماية صحة الجهاز التنفسي للأطفال، خاصة في المناطق التي تعاني من التلوث الهوائي.