متابعة: نازك عيسى
أظهرت دراسة حديثة أن ممارسة 80 دقيقة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة أسبوعياً، مثل المشي السريع، والتمارين المائية، وركوب الدراجات الثابتة، أو تمارين المقاومة باستخدام الأوزان أو الأربطة أو وزن الجسم، يمكن أن تساهم في تقليل أعراض الاكتئاب ما بعد الولادة.
وجد الباحثون أن ممارسة التمارين الرياضية لمدة 80 دقيقة أسبوعياً على مدار أربعة أيام كافية لتحقيق تأثير إيجابي، مشيرين إلى أن زيادة شدة التمارين يمكن أن تساهم في تحسين النتائج بشكل أكبر. وهدفت الدراسة إلى تحديد المدة الزمنية اللازمة لتأثير التمارين البدنية على الحد من الاكتئاب ما بعد الولادة، مع فحص إمكانية استمرار التأثيرات لفترة أسابيع أو أشهر بعد ممارسة التمارين.
أجرى فريق البحث من جامعة كامبيناس في البرازيل مراجعة شاملة لـ 35 دراسة من أصل 1152 دراسة أولية، شملت 26 تجربة عشوائية محكومة و9 تدخلات غير عشوائية، بمشاركة 4072 امرأة من 14 دولة.
كشفت التحليلات أن التمارين الرياضية ساعدت في تقليل أعراض الاكتئاب والقلق ما بعد الولادة، مقارنة بعدم ممارسة أي نشاط بدني. كما لوحظ أن التمارين الرياضية ساهمت في تقليل احتمالات الإصابة بالاكتئاب الشديد بعد الولادة بنسبة تصل إلى 45%.
وتبين أن التدخلات الرياضية التي بدأت في الفترة التي تسبق 12 أسبوعاً من الولادة كانت أكثر فعالية في تخفيف الأعراض مقارنة بالتدخلات التي بدأت في وقت لاحق. وبحسب الدراسة، فإن الحد الأدنى المطلوب لتحقيق تخفيف معتدل في أعراض الاكتئاب كان 80 دقيقة أسبوعياً من التمارين متوسطة الشدة على الأقل، موزعة على أربعة أيام في الأسبوع.
أشارت النتائج إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بعد الولادة تساهم بشكل كبير في تقليل شدة الاكتئاب والقلق، وتقليل احتمالات الإصابة بالاكتئاب ما بعد الولادة. ومن الأهمية بمكان أن تبدأ هذه التمارين في الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة، حيث ثبت أن ذلك يعزز الصحة العقلية للأم ويسهم في تحسن حالتها النفسية بشكل عام.
هذه النتائج تقدم دليلاً إضافياً على أهمية النشاط البدني كعلاج مكمل في مواجهة التحديات النفسية التي تواجه الأمهات بعد الولادة.