متابعة: نازك عيسى
لطالما اعتقد الناس أن حاسة الشم لدى البشر أبطأ من الحواس الأخرى، لكن دراسة حديثة أثبتت عدم صحة هذا الافتراض. فقد أظهرت أن البشر يمكنهم ملاحظة التغيرات في الروائح بسرعة توازي اكتشافهم للتغيرات في الألوان.
ويمكن أن تسهم هذه النتائج في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من فقدان حاسة الشم أو اضطرابات أخرى متعلقة بالحواس.
أجريت الدراسة في الأكاديمية الصينية للعلوم، حيث تم بناء جهاز استنشاق خاص ينظم انبعاث الروائح بدقة تصل إلى 18 ملي/ثانية. وضمن التجربة، قام الفريق بتوليد رائحتين متتابعتين بفاصل زمني صغير، حيث تم تبديل ترتيب انبعاث الروائح.
شارك في التجربة 229 شخصًا، طُلب منهم استنشاق الروائح وتحديد ما إذا كانوا قادرين على ملاحظة أي اختلافات بينها. وتمكن المشاركون من التمييز بين الروائح عندما كان التأخير بين المركبات العطرية حوالي 60 ملي ثانية فقط، وهو ما يعادل تقريبًا ثلث الزمن الذي يستغرقه الإنسان في الرمش.
مقارنة مع الحواس الأخرى
أشار الباحثون إلى أن هذا التأخير الزمني في ملاحظة التغيرات في الروائح يقارب الوقت الذي يحتاجه الإنسان لاكتشاف الفروق بين ومضات الأضواء الخضراء والحمراء في عملية الرؤية.
وقال الباحثون إن “حساسية الأذن للتغيرات الزمنية ضرورية لفهم الجمال والمعنى في الموسيقى، حيث تكون توقيتات النغمات الفردية مهمة جدًا. ولكن، الحساسية الزمنية لا تقتصر على حاسة السمع، بل إن حاسة الشم لدى البشر قادرة أيضًا على إدراك التغيرات الزمنية الدقيقة في الروائح المستنشقة”.