خاص الإمارات نيوز- سيد محمود سلام
قد تكون المفارقةالتى صنعتها دراما رمضان هذا العام هى التى دفت البعض للتأكيد على إن مسلسلات هذا العام بها ما يميزها،المفارقة تكمن فى اللعب بالزمن،فبينما يقدم النجم ياسر جلال مسلسلا عن الحارة المصرية منذ 150 عاما هو “الفتوة “،ومسلسل” ليالينا80″لخالد الصاوى،وغياد نصار،والذى تدور أحداثه فى بداية الثمانينات، يقفذ بنا النجم يوسف الشريف الى عام 2120،أى ما بعد مائة عام من اليوم.
التعامل مع الماضى فى الدراما العربية،أمر ا مقبولا،وقدم من خلال روايات لكبار الكتاب وفى مقدمتهم الأديب الكبير “نجيب محفوظ” الذى نقل عالم الحرافيش فى رواياته،ونقلتها السينما،وقدمت افلام عن سنوات دخول الإسلام،أى قبل قرون عدة،لكن ما يقدمه يوسف الشريف فى مسلسل”النهاية” كان مفاجأة،إذإنه لم يعتد المشاهد العربى على دراما بهذا الشكل، وغن كانت مقبولة فى السينما العالمية،وخاصة الأعمال التى استخدم فيها التكنولوجيا،وكان الروبوت هو البطل.
“يوسف الشريف..نجم يسبق الجميع”
يوسف الشريف الذى غاب العام الماضى عن الدراما،يجيد اللعب خارج الصندوق،فكل أعماله السابقة أكد فيها الإختلاف،وهو ما صنفه كأحد نجوم الدراما غير التقليديين.
ويمكن القول إنه نجح فى الإستفادة من دراسته للهندسة إذ أن يوسف الشريف ،تخرج في كلية الهندسة جامعة عين شمس قسم ميكانيكا دفعة 2002، وتدرج فى مشواره بشكل طبيعى جدا، من مشاهد معدوده فى فيلم “7 ورقات كوتشينة” مع روبي، ثم فيلم “فتح عينيك” في دور ضابط شرطة مع مصطفى شعبان، وفيلم “آخر الدنيا” مع النجمة نيللي كريم، ثم فيلم “هي فوضى” وهو آخر أعمال المخرج الراحل يوسف شاهين،ومنه أصبح نجما له إسمه ،عندما قدم فيلمه” العالمى” كبطل مطلق.
ومن أعماله وشخصياته يمكن معرفة افكاره ، فهو يسعى لأن يكون رقما مغايرا فى معادلة صعبة،قد تسهم فى صعود ممثل نصف موهوب الى القمة بينما يظل من هو موهوب باحثا عن دور،وهو ما يحدث فى مصر حاليا.
“النهاية..وحلم تحريرالقدس “
منذ الحلقة الأولى كان واضحا إن مسلسل” النهاية” والذى تدورأحداثه فى القدس، بعد زوال إسرائيل،كتب خصيصا ليكون رسالة الى الأجيال ،بأنه لاواقع تفرضه السيطرة والقوة،وغن العالم لن يظل كما هو بل غن التكنولوجيا قد تسهم فى تغيير موازين القوى،ومن ثم يعود الحق الى أصحابه ..تلك الرسالة التى قدمها المسلسل من الحلقة الأولى أربكت وسائل الإعلام الإسرائيلية،وخرجت بعض الصحف لتشجب وتندد بما يحتويه العمل،فقد كان واضحا إن الأحداث تدور فى فناءات القدس،ولا وجود لمحتل،هذا ما اثار الجدل،ودفع بالحخارجية الإسرائيلية للتنديد به .
الفكرة ببساطة هى الإستفادة من لعبة الزمن،ومن ثم لا يمكن تقديم عمل تدور احداثه بعد قرن من الزمان دون أن تكون التكنولوجيا عنصرا مؤثرا فيه، بل هنا التكنولوجيا هى البطل الرئيسى والمحرك للأحداث.
يوسف الشريف الذى يقدم شخصية المهندس” زين” يعمل فى مدينة القدس بعد تحرير فلسطين بواسطة دولة عربية واستخدام السلاح النووي ، وإنشاء مدن وناطحات سحاب تضم مواطنين عرب تعرف بالتكتل ، ويتم فيها تغيير كل وسائل التعامل بما فيها العملة التى تتحول الى نقاط للطاقة وتعرف ب “الآي سى”.
يتم إستنساخ شخصية “زين”فى شكل “روبوت”تقع فى حبه ناهد السباعى “رضوى” لقرب التشابه بينه وبين زوجهاالراحل ،بل وإعتقادها إنه زوجها الحقيقى،وفى الجانب الآخر يحاول عمرو عبد الجليل الذى يجسد شخصية “الريس عزيز”صانع الروبوتات،والذى تسعى سهر الصايغ “صباح”لخداعة بتملك بعض قطع غيار منه لتصنيع روبوت خاص بها فى هيئة” زين” الذى تحبه،فى حين يحاول الروبوت الأول خداع “رضوى”..
يتم سرقة نسخة من من وعى “زين”لكن يتم إكتشافها من قبل المؤسسة التى يديرها أحمد وفيق ،ومعاقبة سهر الصايغ،وزميلتها ياسمين على،تتصاعد الأحداث ليزداد التشويق فى العمل ، وستكون الحلقات القادمة اكثر تشويقا ، بل يعزز ثقلها بتطور الشخصيات .حيث يصبح لشخصية سوسن بدر قائد تكتل الواحة دورا مهما مع زين،حيث تبدا فى الكشف له عن مستقبل البشرية،فى ظل أزمة الطاقة المتوقع حدوثها فى هذه الفترة.
“تنوع الشخصيات”
ما جذب المشاهدين الى مثل هذه النوعية من الدراما رغم إنها لايمكن المقارنة بين ما يقدم ، وبين ما يشاهده الناس فى أعمال مثل ” سبايدر مان”أو أفلام الحروب التى تصنع بإمكانات فائقة فى هوليود- ما جذب المشاهدين- هنا هو التنوع وتماسك الفكرة رغم صعوبتها،تم الإستعانة بالنجم عمرو عبد الجليل ومعه الممثل الصاعد محمود الليثى الذى يجسد شخصية” سعادة”لإضفاء روح الدعابة على العمل، وهى فكرة ذكية من المخرج تجنبا للأداء الحاد الذى يمكن ان يحدثه عمل عن التكنولوجيا،كما كان لأحمد وفيق حضورا قويا،هو يمثل الشخصية الحادة،القائدة،وإمكاناته وهيئته الجسدية كانت مطلوبة للشخصية التى يقدمها،وأداء سهر الصايغ فى هذا العمل يختلف عن كل الأعمال التى قدمتها من قبل،هى بالفعل ممثلة بقدرات خاصة،وتجيد التعبير عن إنفعالات الشخصية بملامحها وتكوينها وملابسها.
ويبدو إن لضيوف الشرف مكانة خاصة فى دراما هذا العام،فيقدم المسلسل النجم شريف منير الذى قدم مع نفس المؤلف عمرو سمير عاطف مسلسل”ولاد العم” عن إسرائيل أيضا،وإياد نصار زعيم الواحة،واحمد مجدى،ومحمد لطفى ومحمد على رزق ،وايمن الشيوى الذى يجسد دورا مهما،يعود به لتالقه،ولاشينية لاشين، كثير من الممثلين يدعمون عملا سيكون له السبق فى نقل التكنولوجيا، والتنبوء بالمستقبل دراميا..ويحسب لمخرجه ياسر سامى،قدرته على تقديم عمل دون خوف من الفشل،إذ أن السينما لم تجروء فى مصر على الإنتقال بالزمن بهذه الطريقة كما حققت ذلك الدراما التليفزيونية .