متابعة- يوسف اسماعيل
فقر الدم هو حالة طبية شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، وتعدّ من المشكلات الصحية التي تستدعي الانتباه والعلاج. من بين الأسباب العديدة لفقر الدم، يبرز نقص فيتامين B12 كعامل رئيسي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم هذه الحالة.
في هذه المقالة، سنستعرض العلاقة بين نقص فيتامين B12 وفقر الدم، وكيف يؤثر ذلك على صحة الجسم بشكل عام.
يعتبر فيتامين B12، المعروف أيضًا باسم الكوبالامين، من الفيتامينات الضرورية التي تلعب دورًا حيويًا في إنتاج خلايا الدم الحمراء وصحة الجهاز العصبي. يتم الحصول على هذا الفيتامين بشكل رئيسي من المصادر الحيوانية مثل اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان. لذا، فإن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا صارم أو يعانون من مشاكل في امتصاص الفيتامين قد يكونون أكثر عرضة لنقصه.
عندما ينخفض مستوى فيتامين B12 في الجسم، يؤدي ذلك إلى إنتاج خلايا دم حمراء غير طبيعية. هذه الخلايا تكون أكبر من الخلايا العادية، مما يجعلها أقل قدرة على الانتقال عبر الأوعية الدموية. وبالتالي، يتسبب ذلك في تقليل نسبة الأكسجين التي تصل إلى الأنسجة، مما يؤدي إلى ظهور أعراض فقر الدم، مثل التعب، الضعف، والشعور بالدوار.
إحدى العلامات الشائعة لنقص فيتامين B12 هي الشعور بالخدر أو التنميل في الأطراف، وهو ما يحدث نتيجة تأثير نقص الفيتامين على الجهاز العصبي. كما يمكن أن يسبب نقصه تغيرات في المزاج، مثل الاكتئاب والقلق، مما يزيد من تعقيد الحالة الصحية للمصابين.
للوقاية من نقص فيتامين B12 وفقر الدم الناتج عنه، من المهم تناول نظام غذائي متوازن يتضمن مصادر غنية بهذا الفيتامين. إذا كنت نباتيًا أو تعاني من حالات صحية تعيق امتصاص الفيتامين، فإن استشارة طبيب مختص قد تكون ضرورية. يمكن أن يوصي الطبيب بمكملات فيتامين B12 للمساعدة في رفع مستوياته في الجسم.
من الضروري أيضًا إجراء الفحوصات الدورية لمراقبة مستويات فيتامين B12 في الدم، خاصة للأشخاص الذين لديهم عوامل خطر مثل التقدم في العمر أو وجود أمراض معوية. تساعد هذه الفحوصات في الكشف المبكر عن نقص الفيتامين، مما يتيح الفرصة للتدخل المبكر والعلاج.