متابعة – علي معلا
تعتبر المياه البلاستيكية المعبأة في الزجاجات والعبوات البلاستيكية خيارًا شائعًا للكثير من الأشخاص لتلبية احتياجاتهم المائية اليومية. ومع زيادة الوعي بأهمية شرب الماء بانتظام للحفاظ على صحة جيدة، فإن الطلب على هذه العبوات يزداد سنويًا. ومع ذلك، هناك بعض المخاطر المحتملة المرتبطة بتلك العبوات البلاستيكية، وسنناقش بعضها في هذا المقال.
1. تسرب المواد الكيميائية الضارة:
تحتوي العبوات البلاستيكية على مواد كيميائية مثل مادة البولي إيثيلين تيريفثالات (PET) وبيسفينول أ (BPA). يمكن لهذه المواد أن تتسرب إلى الماء المعبأ في العبوة، خاصةً عند تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة أو تخزينها لفترات طويلة. وقد أظهرت الدراسات أن بعض هذه المواد الكيميائية قد تكون لها آثار صحية سلبية، مثل التأثير على الهرمونات والجهاز العصبي، وزيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض.
2. تلوث المياه بالبكتيريا:
قد تتعرض العبوات البلاستيكية للتلوث بالبكتيريا أثناء عملية التصنيع أو التعبئة والتغليف. وإذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى تلوث المياه المعبأة بالبكتيريا الضارة. هذا يشكل خطرًا على الصحة، خاصةً إذا تم استهلاك الماء الملوث دون معالجته بشكل صحيح.
3. التأثير البيئي:
تتسبب عبوات المياه البلاستيكية في مشكلة بيئية كبيرة. ففي العديد من الحالات، يتم التخلص من تلك العبوات بطريقة غير مستدامة، مما يؤدي إلى تراكم النفايات البلاستيكية في البيئة. وهذا يؤثر سلبًا على الحياة البرية والمحيطات، ويزيد من مشكلة التلوث البلاستيكي العالمية.
4. التكلفة الاقتصادية والاجتماعية:
شراء المياه المعبأة في العبوات البلاستيكية يعتبر أغلى بكثير من شرب المياه الصنبور المتاحة بشكل مجاني. وهذا يؤثر على الأشختيار الذين لا يمكنهم تحمل تكاليف شراء المياه المعبأة ويعتمدون على المياه الصنبور. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي استخدام العبوات البلاستيكية إلى تراكم النفايات في المجتمعات وتزيد من تحديات إدارة النفايات.
واجهت مختلف الدول والمنظمات تلك المخاطر المحتملة المرتبطة بعبوات المياه البلاستيكية. وقد تم اتخاذ بعض الإجراءات للحد من هذه المخاطر، منها:
1. التحوّل إلى بدائل صديقة للبيئة:
تشجع الحكومات والمنظمات المستهلكين على استخدام بدائل صديقة للبيئة للعبوات البلاستيكية، مثل الزجاج والفولاذ المقاوم للصدأ. تساهم هذه الخطوة في تقليل الاعتماد على البلاستيك وتقليل التأثير البيئي.
2. تعزيز إعادة التدوير:
يجب تعزيز ثقافة إعادة التدوير وتوفير بنية تحتية قوية لجمع وتدوير العبوات البلاستيكية. يمكن إعادة تدوير البلاستيك لإنتاج عبوات جديدة أو منتجات أخرى، مما يقلل من الاستخدام الجديد للبلاستيك ويقلل من التلوث.
3. التشجيع على استخدام المياه الصنبور:
يجب تعزيز الوعي بأهمية استخدام المياه الصنبور، وتشجيع الناس على شرب المياه المعالجة جيدًا وتنقيتها بدلاً من شراء المياه المعبأة في العبوات البلاستيكية. يمكن استخدام أجهزة تنقية المياه المنزلية لضمان جودة المياه.
4. التشريعات والسياسات البيئية:
يجب وضع قوانين وسياسات بيئية صارمة للتحكم في استخدام العبوات البلاستيكية وتشجيع الاستدامة والتدوير. يمكن فرض رسوم على العبوات البلاستيكية أو حظر بعض الأنواع غير القابلة للتحلل.
في النهاية، هناك مخاطر محتملة مرتبطة بعبوات المياه البلاستيكية، ويجب أن نكون واعين لتلك المخاطر ونتخذ إجراءات للحد منها. إن الانتقال إلى بدائل صديقة للبيئة وتعزيز ثقافة إعادة التدوير وتشجيع استخدام المياه الصنبور يمكن أن يساهم في حماية صحتنا والبيئة المحيطة
