متابعة: نازك عيسى
بعد أشهر طويلة من البحث والدراسة، نجح فريق دولي من العلماء في تطوير نوع جديد من الأرز المعدّل وراثيًا، يحتوي على نسبة أعلى من البروتين، ويؤثر بشكل أقل على مستويات السكر في الدم، مما يجعله خيارًا غذائيًا ذا قيمة عالية.
إن الدراسة تشير إلى أن الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع، مثل الكعك والبسكويت والخبز الأبيض، تؤثر سلبًا على مستويات السكر في الدم، حيث تعيق قدرة البنكرياس على إفراز الأنسولين الضروري للتحكم بمستويات السكر
ويُعد الأرز من بين الأطعمة التي تتمتع بمؤشر جلايسيمي مرتفع، نظرًا لاحتوائه على نسبة كبيرة من الكربوهيدرات النشوية ونسبة منخفضة من الألياف والبروتين، مما يزيد من تأثيره على مستويات السكر في الدم، خاصة عند تناوله بشكل متكرر.
وتمكن علماء “المعهد الدولي لمحبي الأرز” في الفلبين من اكتشاف طريقة علمية جديدة لتعزيز محتوى البروتين في الأرز وخفض مؤشره الجلايسيمي. اعتمد العلماء في دراستهم على الذكاء الاصطناعي لتحديد الجينات المسؤولة عن محتوى البروتين والمؤشر الجلايسيمي. ووجدوا أن “تهجين” نوعين محددين من الأرز أدى إلى إنتاج صنف ثالث يحتوي على مؤشر جلايسيمي أقل بنسبة 45%.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت النتائج أن الأرز المهجّن يحتوي على نسبة بروتين بلغت 16%، وهي تفوق بأكثر من خمسة أضعاف نسبة البروتين الموجودة في الأرز الأبيض التقليدي.
وأعربت إيفون بينتو، المديرة العامة للمعهد الدولي لزراعة الأرز، عن تفاؤلها بأن هذا النوع الجديد من الأرز سيمهد الطريق لتحقيق أهداف الأمن الغذائي الصحي على مستوى العالم، وذلك بفضل انخفاض محتواه الجلايسيمي وارتفاع نسبة البروتين فيه.
وأشارت بينتو إلى أن الدراسات الواعدة صنفت هذا النوع من الأرز كمصدر غني بالبروتين والأحماض الأمينية الأساسية للإنسان، خاصة في البلدان التي يعتمد سكانها بشكل كبير على الأرز كعنصر غذائي رئيسي.
وأعربت عن أملها في أن تساهم هذه الأبحاث في مكافحة الزيادة المستمرة في حالات الإصابة بمرض السكري، من خلال توفير مصدر غذائي غني بالبروتينات. فمع وجود ما يقرب من 537 مليون بالغ مصاب بالسكري حول العالم، فإن هذا الابتكار قد يساعد في التخفيف من تأثير العادات الغذائية السيئة ونمط الحياة غير الصحي.