متابعة بتول ضوا
أثارت دراسة سويدية حديثة جدلاً واسعاً حول العلاقة بين سلوكيات اللعب لدى الأطفال، لا سيما الفتيات، وظهور سمات تشبه التوحد. فهل يمكن أن يكون للعب بالسيارات والقطارات بدلاً من الدمى دور في زيادة احتمالية الإصابة بالتوحد لدى الإناث؟ دعونا نستكشف هذه القضية المثيرة للاهتمام بالتفصيل.
تفاصيل الدراسة:
أجرى باحثون سويديون دراسة شملت أكثر من 700 طفل، حيث قاموا بتحليل بيانات حول سلوكيات اللعب المفضلة لديهم. ووجدت الدراسة أن الفتيات اللاتي يفضلن الألعاب المصنفة تقليدياً على أنها “ذكورية”، مثل السيارات والقطارات، كن أكثر عرضة لظهور سمات توحدية مقارنة بقريناتهن اللاتي يفضلن الألعاب “الأنوثة”.
النتائج والتأويل:
أشارت الدراسة إلى زيادة بنسبة 7% في السمات التوحدية لدى الفتيات اللاتي يمارسن سلوك لعب أكثر ذكورانية. ومع ذلك، أكد الباحثون أن هذه النتائج لا تثبت وجود علاقة سببية مباشرة، وأن هناك عوامل أخرى قد تؤثر على ظهور هذه السمات.
أهمية الدراسة وتأثيرها:
تعتبر هذه الدراسة خطوة مهمة في فهم أسباب التوحد وتشخيصها لدى الفتيات، حيث أن التوحد غالباً ما يتم تشخيصه بشكل متأخر لدى الإناث مقارنة بالذكور. كما أنها تسلط الضوء على أهمية عدم حصر الأطفال في أدوار جندرية نمطية، والسماح لهم باستكشاف اهتماماتهم وتفضيلاتهم بحرية.
الانتقادات والتحفظات:
على الرغم من أهمية هذه الدراسة، إلا أنها تواجه بعض الانتقادات. فقد أشار بعض الخبراء إلى أن تصنيف الألعاب إلى “ذكورية” و”أنوثة” قد يكون مبسطاً للغاية، وأن هناك عوامل أخرى أكثر تعقيداً تؤثر على سلوكيات اللعب وتطور الطفل. كما أن الدراسة كانت مقطعية، مما يعني أنها لا تستطيع تحديد ما إذا كان سلوك اللعب يؤدي إلى ظهور السمات التوحدية أم العكس.