متابعة: نازك عيسى
مع اقتراب السباق الرئاسي الأمريكي، وتصاعد حدة الاتهامات بين المرشحين، أكدت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس أن الولايات المتحدة جاهزة لطي صفحة منافسها الجمهوري دونالد ترامب. في الوقت نفسه، قام ترامب بخطوة عاجلة في قضيته الجنائية المتعلقة بـ “أموال الصمت”، حيث حاول إلغاء إدانته وتأجيل النطق بالحكم المتوقع عليه.
صرحت هاريس خلال مقابلة مع شبكة “سي إن إن” على هامش جولة انتخابية في جورجيا بأن الولايات المتحدة مستعدة للتخلي عن إرث ترامب، متهمةً إياه بتقسيم الأمة. وقالت: “للأسف، في العقد الماضي، كان لدينا شخص دفع بأجندة وخلق بيئة تسعى لتقليل من شأننا كأمريكيين وتقسيم أمتنا. وأعتقد أن الناس الآن مستعدون لطي هذه الصفحة”.
كما تعهدت هاريس بتبني موقف أكثر صرامة تجاه الهجرة على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، مؤكدةً أنها لن تتردد في دعم إسرائيل بالسلاح. جاءت هذه التصريحات في أول مقابلة لها مع وسيلة إعلامية كبرى منذ أن أصبحت مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة. وسعت هاريس خلال المقابلة التي أجرتها معها المذيعة دانا باش إلى إظهار قدرتها على التعامل مع القضايا المطروحة على الساحة السياسية، وتقديم رؤيتها لمستقبل أمريكا قبل نحو شهرين من الانتخابات.
وأشارت هاريس إلى نيتها تجديد المساعي لإقرار تشريع شامل يهدف إلى تشديد قوانين الهجرة إلى الولايات المتحدة. كما أكدت على أهمية تطبيق القوانين التي تعاقب من يدخلون البلاد بطرق غير قانونية، قائلة: “لدينا قوانين يجب اتباعها وتنفيذها، ويجب أن تكون هناك عواقب لمن يعبرون حدودنا بشكل غير قانوني”.
فيما يتعلق بإسرائيل، أكدت هاريس على دعمها لقوتها، لكنها شددت على ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وعندما سُئلت عما إذا كانت ستوقف الدعم العسكري لإسرائيل، أجابت بالنفي، مشيرةً إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.
وكشفت هاريس عن نيتها ضم شخصية جمهورية إلى حكومتها في حال فوزها بالانتخابات، مؤكدةً أن قيمها لم تتغير. وأضافت: “لطالما كنت مؤمنة بحقيقة التغير المناخي وبأنه يمثل مشكلة ملحة. وعلى الولايات المتحدة أن تحقق أهدافها المتعلقة بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري”.
وفي سياق متصل، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن وجود كامالا هاريس كمرشحة للحزب الديمقراطي بدلاً من جو بايدن، قد أحدث تغييراً كبيراً في حملة الانتخابات الرئاسية. وأشار خلال حديثه مع الصحافيين في برلين إلى أن “التغيير العميق أصبح واضحًا في الأسابيع الأخيرة. الجميع يمكنهم رؤية الطاقة التي جلبتها هاريس، يكفي أن تنظروا إلى مؤتمر الحزب الديمقراطي في الأيام القليلة الماضية”.
في الوقت نفسه، طلب دونالد ترامب من محكمة فيدرالية في مانهاتن التدخل في قضيته الجنائية المتعلقة بأموال الصمت في نيويورك، في محاولة لإلغاء إدانته وتأجيل النطق بالحكم المقرر الشهر المقبل. وقدم محاموه طلباً لنقل القضية من محكمة الولاية إلى المحكمة الفيدرالية، بحجة أن الملاحقة القضائية انتهكت حقوقه الدستورية وتعارضت مع حكم الحصانة الرئاسية الأخير الصادر عن المحكمة العليا الأمريكية، مشيرين إلى أن نقل القضية سيمنح ترامب محاكمة عادلة بعيداً عن التأثيرات المحلية.