متابعة بتول ضوا
يعتبر إيذاء الذات من القضايا الشائعة والمقلقة في صفوف المراهقين حول العالم. يتسبب هذا السلوك في قلق كبير لدى الأهل والمعلمين والمختصين في الصحة النفسية. فما هي الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك المعقد؟ وما هي الطرق الفعالة للوقاية منه وعلاجه؟
أسباب الإيذاء الذاتي عند المراهقين:
يعد إيذاء الذات صرخة استغاثة من المراهقين الذين يعانون من مجموعة متنوعة من الصعوبات النفسية والعاطفية. من أبرز الأسباب التي تدفعهم إلى إيذاء أنفسهم:
- الضغوط النفسية: يواجه المراهقون ضغوطًا كبيرة في حياتهم اليومية، مثل الضغوط الأكاديمية، والضغوط الاجتماعية، ومشاكل العلاقات، مما قد يؤدي إلى الشعور بالإرهاق واليأس.
- اضطرابات نفسية: غالبًا ما يكون إيذاء الذات مرتبطًا بوجود اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب الشخصية الحدية.
- صعوبة في التعامل مع المشاعر: يجد بعض المراهقين صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بطرق صحية، مما يدفعهم إلى اللجوء إلى إيذاء أنفسهم كوسيلة للتخلص من تلك المشاعر السلبية.
- تدني احترام الذات: يشعر الكثير من المراهقين بتدني احترام الذات، مما يجعلهم يرون أنهم لا يستحقون الحب والدعم.
- التأثير الاجتماعي: قد يؤدي ملاحظة سلوكيات إيذاء الذات لدى الأصدقاء أو الأقارب إلى تقليدها.
عوامل الخطر:
هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر إيذاء الذات لدى المراهقين، مثل:
- تاريخ عائلي من الأمراض النفسية: إذا كان لدى المراهق تاريخ عائلي من الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب، فإنه يكون أكثر عرضة للإصابة بهذه الاضطرابات وممارسة سلوكيات إيذاء الذات.
- التعرض للعنف أو الإهمال: التعرض لأي شكل من أشكال العنف أو الإهمال في الطفولة يزيد من خطر الإصابة باضطرابات نفسية وممارسة سلوكيات إيذاء الذات.
- مشاكل في العلاقات: وجود صعوبات في العلاقات مع الأهل أو الأصدقاء قد يساهم في الشعور بالوحدة والعزلة، مما يدفع المراهق إلى إيذاء نفسه.
الوقاية والعلاج:
- التوعية: يجب نشر التوعية حول إيذاء الذات بين المراهقين وأولياء الأمور والمعلمين والمجتمع بشكل عام.
- الدعم النفسي: يجب توفير الدعم النفسي للمراهقين الذين يعانون من مشاكل نفسية، سواء من خلال العلاج النفسي أو من خلال مجموعات الدعم.
- تحسين مهارات التأقلم: يجب تعليم المراهقين مهارات التأقلم الصحي، مثل إدارة الضغوط، والتعبير عن المشاعر، وحل المشكلات.
- بناء علاقات قوية: يجب تشجيع المراهقين على بناء علاقات قوية مع أفراد الأسرة والأصدقاء، مما يوفر لهم الشعور بالأمان والدعم.
