متابعة- يوسف اسماعيل
تُعدّ ظاهرة التعرق المفاجئ واحدة من التجارب الشائعة التي قد يواجهها الكثيرون في حياتهم اليومية. قد يكون هذا التعرق مصاحبًا لمشاعر القلق أو الانزعاج، أو قد يحدث دون سبب واضح، مما يُثير تساؤلات كثيرة حول الأسباب الكامنة وراءه.
في هذه المقالة، سنستعرض أبرز الأسباب التي تؤدي إلى التعرق المفاجئ وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة.
1. الاستجابة النفسية
تعتبر الاستجابة النفسية أحد الأسباب الرئيسية وراء التعرق المفاجئ. تتفاعل أجسامنا مع المواقف المجهدة بشكل طبيعي، حيث يطلق الدماغ هرمونات التوتر مثل الأدرينالين. تؤدي هذه الهرمونات إلى زيادة معدل ضربات القلب وتوسيع الأوعية الدموية، مما يحفز الغدد العرقية على إفراز العرق. يُظهر بعض الأشخاص علامات التعرق في مواقف معينة، مثل التحدث أمام جمهور أو إجراء مقابلة توظيف.
2. التغيرات الهرمونية
التغيرات الهرمونية تلعب دورًا كبيرًا في تنظيم عمليات الجسم، ويمكن أن تسهم في التعرق المفاجئ. على سبيل المثال، تمر النساء بتغيرات هرمونية خلال فترة الحيض أو أثناء فترة انقطاع الطمث، مما يؤدي إلى نوبات تعرق شديدة. كما يمكن أن تؤثر اختلالات الغدد الصماء، مثل زيادة نشاط الغدة الدرقية، على مستوى إفراز العرق.
3. العوامل البيئية
تلعب العوامل البيئية دورًا أيضًا في التعرق المفاجئ. درجات الحرارة المرتفعة أو الرطوبة العالية يمكن أن تؤدي إلى زيادة نشاط الغدد العرقية كمحاولة لتبريد الجسم. لذا، عندما يتعرض الشخص لمثل هذه الظروف، قد يلاحظ ارتفاعًا في مستويات التعرق.
4. الأمراض والحالات الصحية
بعض الأمراض يمكن أن تسبب التعرق المفاجئ، مثل داء السكري أو الإنتانات. على سبيل المثال، قد يعاني مرضى السكري من انخفاض مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى تعرق مفاجئ. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون بعض الأدوية من الآثار الجانبية لها التعرق، مما يستدعي استشارة الطبيب إذا كان الوضع مقلقًا.
5. العوامل الغذائية
يمكن أن تؤثر بعض الأطعمة والمشروبات على مستوى التعرق. تناول الأطعمة الحارة أو الأطعمة التي تحتوي على الكافيين يمكن أن يحفز الغدد العرقية ويؤدي إلى التعرق المفاجئ. يُنصح بإدارة هذه العوامل الغذائية لتقليل فرص التعرق غير المرغوب فيه.
التعرق المفاجئ ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل قد يكون علامة على وجود مشكلة أكبر أو مجرد استجابة طبيعية للحرارة أو الانفعال. من المهم التعرف على السبب وراءه وإجراء التعديلات المناسبة، سواء بتغيير نمط الحياة أو استشارة مختص. التوعية بحالة التعرق المفاجئ قد تساعد الأفراد على التعامل معها بشكل أفضل وتحسين جودة حياتهم اليومية.