متابعة: نازك عيسى
يحدث ارتفاع ضغط الدم عندما تزداد قوة دفع الدم عبر الأوعية الدموية، بحيث يتجاوز الضغط الانقباضي والانبساطي المعدل الطبيعي (130/80 مم زئبق). يمثل الرقم العلوي الضغط الانقباضي، وهو ضغط الدم في الشرايين أثناء تقلص عضلة القلب، بينما يشير الرقم السفلي إلى الضغط الانبساطي، وهو ضغط الدم عندما تكون عضلة القلب في حالة راحة بين النبضات.
يؤثر ارتفاع ضغط الدم على واحد من كل ثلاثة بالغين عالميًا، مع نجاح واحد فقط من كل خمسة أشخاص في السيطرة عليه. تقدر تاسكين خان، المسؤولة الطبية في منظمة الصحة العالمية، أن زيادة معدلات السيطرة على ارتفاع ضغط الدم يمكن أن تنقذ 76 مليون حياة بحلول عام 2050.
يُعرف ارتفاع ضغط الدم بـ “القاتل الصامت” لأنه غالبًا ما لا يسبب أعراضًا واضحة. وتوضح تاسكين خان أنه من الشائع اكتشاف الإصابة بارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ، وهو ما يؤدي إلى حالات خطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
تأثير ارتفاع ضغط الدم على الجسم
تشرح الدكتورة تاسكين خان أن الشرايين، التي تحمل الدم المؤكسج إلى الأعضاء، يمكن أن تتعرض لتغيرات سلبية مثل التصلب أو تكون الجلطات عند ارتفاع ضغط الدم. هذه الجلطات يمكن أن تنتقل إلى القلب أو الدماغ، مسببة النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
نصائح للسيطرة على ضغط الدم
توصي الدكتورة خان بمتابعة الرعاية الطبية بانتظام وتناول الأدوية وفقًا للوصفات الطبية. كما تنصح بتجنب العوامل الأربعة التالية:
التدخين
يُعد التدخين عامل خطر رئيسي لارتفاع ضغط الدم، إذ يطلق مواد كيميائية تتسبب في انقباض الأوعية الدموية وارتفاع الضغط. يتسبب التدخين في تلف بطانة الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تراكم الرواسب الدهنية (تصلب الشرايين) ويزيد من ضغط الدم. تقليل مستويات الأكسجين في الدم يزيد من عبء العمل على القلب، مما يرفع ضغط الدم. للإقلاع عن التدخين تأثير إيجابي كبير على السيطرة على ضغط الدم وتقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية
الملح
يرتبط الإفراط في تناول الملح بارتفاع ضغط الدم، حيث يتسبب في احتباس الماء في الجسم، مما يزيد من حجم الدم وضغطه على جدران الشرايين. يؤدي ذلك إلى إجهاد القلب وتلف الأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. يمكن تقليل تناول الملح عن طريق تجنب الأطعمة المصنعة واختيار بدائل منخفضة الصوديوم، مما يساعد في إدارة مستويات ضغط الدم بفعالية.
النوم
يؤدي نقص النوم إلى اضطراب الإيقاعات الطبيعية للجسم والتأثير على مستويات الهرمونات مثل الكورتيزول، الذي يلعب دورًا في تنظيم ضغط الدم. يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى زيادة نشاط الجهاز العصبي وارتفاع ضغط الدم. يساعد الحصول على نوم كافٍ ومنتظم في تنظيم ضغط الدم وتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.
الإجهاد
يزيد الإجهاد من إفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، مما يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم. يمكن للإجهاد المزمن أن يحافظ على مستويات عالية من هذه الهرمونات ويزيد الالتهاب، مما يؤدي إلى تلف جدران الأوعية الدموية. يمكن إدارة الإجهاد من خلال تقنيات الاسترخاء، والنشاط البدني المنتظم، والنوم الجيد، وطلب الدعم من الأحباء أو المتخصصين، مما يساعد في تقليل تأثيره على ضغط الدم والصحة القلبية الوعائية.
إدارة الإجهاد الفعّالة ضرورية للوقاية من ارتفاع ضغط الدم والسيطرة عليه، وتحسين الصحة العامة للقلب والأوعية الدموية.