متابعة: نازك عيسى
تُجري فرنسا اليوم الأحد الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية. وتُشير استطلاعات الرأي إلى احتمال فوز تيار اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية المقررة على جولتين، والتي ستنتهي في السابع من يوليو.
فيما يلي بعض الحقائق الرئيسية حول الانتخابات وما سيتبعها.
كيف تسير عملية التصويت؟
يتوجه نحو 49 مليون ناخب مسجل في فرنسا للإدلاء بأصواتهم في 577 دائرة انتخابية، لكل منها مقعد في الجمعية الوطنية، وهي الغرفة الأدنى في البرلمان.
يُنتخب المرشحون الذين يحصلون على أغلبية مطلقة من الأصوات في الجولة الأولى مباشرةً. في معظم الحالات، لا يحقق أي مرشح هذه الأغلبية، مما يستدعي إجراء جولة ثانية.
للتأهل للجولة الثانية، يحتاج المرشحون إلى الحصول على ما لا يقل عن 12.5% من أصوات الناخبين المسجلين في الجولة الأولى. ويفوز المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الثانية.
متى ستُعلن النتائج؟
ينتهي التصويت في الجولة الأولى في الثامنة مساءً (18:00 بتوقيت غرينتش) اليوم الأحد، وهو التوقيت الذي ستبدأ فيه مراكز استطلاعات الرأي بنشر التوقعات على مستوى البلاد استنادًا إلى فرز جزئي للأصوات. عادةً ما تكون هذه التوقعات دقيقة. تبدأ النتائج الرسمية بالظهور تدريجيًا بعد الساعة الثامنة مساءً، ويُعلن الفائزون بمعظم المقاعد في نهاية اليوم نظرًا لسرعة وكفاءة عملية الفرز.
من سيدير الحكومة؟
يُعيّن الرئيس الفرنسي رئيس الوزراء، وعادةً ما يكون من الحزب الذي حصد أغلبية الأصوات.
لأول مرة في تاريخ فرنسا بعد الحرب، قد يفوز اليمين المتطرف بحسب استطلاعات الرأي، بينما من المتوقع أن يفوز ائتلاف يساري بثاني أكبر عدد من المقاعد، ويحل ثالثًا ائتلاف وسطي بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون.
إلا أن هذه الانتخابات فريدة في فرنسا؛ فالحملة الانتخابية كانت قصيرة والمشهد الانتخابي مضطرب، مما يجعل السيناريوهات الأخرى واردة. من بينها انقسام الجمعية الوطنية إلى ثلاث مجموعات متساوية في القوة أو تشكيل تحالف من الأحزاب الرئيسية لإبقاء اليمين المتطرف خارج السلطة.
لتحقيق الأغلبية المطلقة، يحتاج الحزب إلى الفوز بما لا يقل عن 289 مقعدًا. ربما يشكل حزب التجمع الوطني بقيادة مارين لوبان حكومة أقلية إذا فاز بأكبر عدد من المقاعد دون تحقيق الأغلبية. ومع ذلك، صرح زعيم الحزب جوردان بارديلا (28 عامًا) بأنه يسعى لتحقيق أغلبية مطلقة لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
ما الخطوات التالية؟
شهدت فرنسا ثلاث فترات من “التعايش” في تاريخها بعد الحرب، حيث كانت الحكومة من تيارات سياسية مختلفة عن الرئيس. تتمتع الحكومة بمعظم السلطات على الصعيد الداخلي، بينما يُعتبر الرئيس قائد الجيش وله نفوذ في السياسة الخارجية. إلا أن توزيع السلطات في السياسة الخارجية ليس واضحًا تمامًا، مما قد يسبب تحديات لموقف فرنسا من الحرب في أوكرانيا أو سياسة الاتحاد الأوروبي.
سيكون على ماكرون التعامل مع البرلمان الجديد لمدة عام على الأقل قبل أن يتمكن من الدعوة إلى انتخابات مبكرة. فاز ماكرون بولاية ثانية في أبريل 2022 وسيظل رئيسًا لثلاث سنوات أخرى، ولا يمكن للبرلمان أو الحكومة إقالته من منصبه قبل انتهاء ولايته.