متابعة: نازك عيسى
عندما نشعر بالتوتر، يلجأ البعض إلى الوجبات السريعة بحثاً عن الراحة في مذاق هذه الأطعمة. إلا أن أبحاثاً جديدة تشير إلى أن هذه الاستراتيجية قد تكون ضارة على المدى الطويل
فقد وجدت دراسة أن النظام الغذائي الغني بالدهون يمكن أن يعطل التوازن البكتيري في الأمعاء ويؤدي إلى تغييرات في السلوك. هذا التغيير في البكتيريا المعوية يؤثر على مسار معقد يربط الأمعاء بالدماغ، مما يؤدي إلى تغييرات في المواد الكيميائية في الدماغ، والتي يمكن أن تزيد من مشاعر القلق.
وصرح الدكتور كريستوفر لوري، أستاذ علم وظائف الأعضاء التكاملي من جامعة كولورادو، قائلاً: “الجميع يعلم أن هذه الأطعمة ليست صحية، ولكننا نميل إلى التركيز على آثارها على الوزن فقط. إذا فهمنا أنها تؤثر أيضًا على الدماغ وتزيد من القلق، فهذا يجعل المخاطر أكبر.”
وتعاون لوري في هذه الدراسة مع الباحثة سيلفانا رينديرو من الجامعة الفيدرالية في البرازيل، لفهم تأثير الدهون والسكريات المعالجة على زيادة الالتهاب العصبي والسلوك الشبيه بالقلق.
ومن خلال تجارب مختبرية على الفئران، وجد الباحثون أن اكتساب الوزن الزائد نتيجة تناول أطعمة غنية بالدهون والسكريات أدى إلى انخفاض التنوع البكتيري في الأمعاء، وهو أمر يرتبط عادة بالصحة العقلية الجيدة.
كما ارتبطت هذه التغيرات بتغييرات في تعبير ثلاثة جينات تشارك في إنتاج وعمل إشارات الناقل العصبي السيروتونين، وخاصة في منطقة من جذع الدماغ مرتبطة بالتوتر والقلق.
وقد أشارت أبحاث سابقة إلى أن النشاط الزائد لهذه الجينات يرتبط بالميول الانتحارية لدى البشر.
وأضاف لوري: “ليست كل الدهون سيئة. الدهون الصحية مثل تلك الموجودة في الأسماك، زيت الزيتون، المكسرات، والبذور يمكن أن تكون مضادة للالتهابات ومفيدة للدماغ.”
عادة ما تكون الوجبات السريعة والجاهزة غنية بالدهون غير الصحية، والتي ترتبط بزيادة التوتر والقلق، مما يبرز أهمية اختيار الدهون الصحية في النظام الغذائي.