متابعة: نازك عيسى
أوضح فريق بحثي أن النوم يلعب دوراً مهماً في تنظيم ذكرياتنا العاطفية، وأنه يحمل أهمية كبيرة من الناحية الكيميائية والعصبية في عملية معالجة تلك الذكريات وصحتنا العقلية على المدى الطويل.
وقد قام الباحثون بمراجعة الأبحاث المتعلقة باضطرابات النوم على مدى عقدين، واستنتجوا وجود طرقين رئيسيتين لمعالجة الذكريات العاطفية أثناء النوم، وهما: منطقة الحصين، ومنطقة اللوزة الدماغية.
يقوم دماغنا بتخزين المعلومات التي نتعلمها يومياً، ويقوم الحصين بتجميع وترتيب تلك المعلومات الجديدة في مخزن الذاكرة “الجديد” خلال عملية معالجتها.
في الوقت نفسه، عندما تكون التجربة الجديدة عاطفية، تصبح اللوزة الدماغية نشطة بشكل كبير ومرتبطة بالجهاز العصبي اللاإرادي، مما يؤدي إلى زيادة في نبضات القلب والشعور بانقباض المعدة والشعور بالقشعريرة في الجلد.
أثناء فترات النوم التي تتضمن حركة العين السريعة، يقوم دماغنا بإعادة تفعيل تلك الذكريات العاطفية الجديدة. يبدو أن الدماغ يقوم بإعادة عرض ملخص لما حدث أثناء تجربتنا.
ومع ذلك، خلال فترات النوم التي لا تشمل حركة العين السريعة، عندما تتوقف أنظمة الهرمونات مثل السيروتونين والنورادرينالين عن العمل، يمكن نقل تلك الذكريات إلى مخزن الذاكرة “المألوف” دون تفعيل الاستجابات الجسدية مثل “القتال أو الهروب”.
ويرى الباحثون أن هذه العملية غير ممكنة أثناء الاستيقاظ، أو في حالات الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم، حيث قد لا يتمكنون من الحصول على فترات ثابتة من النوم التي تتضمن حركة العين السريعة.
وأضاف الباحثون: “تشير فرضيتنا إلى أن اضطرابات النوم، التي قد يتسبب فيها الاستيقاظ المتكرر خلال الليل، قد تزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية”، مشيرين إلى أن توقف النظام النورأدرينالي عن العمل لفترات طويلة قد يمنع الأشخاص المتأثرين من تنظيم الذكريات العاطفية بشكل فعال.