متابعة: نازك عيسى
أظهرت دراسة حديثة دور العوامل المجتمعية القابلة للتعديل في الصحة العقلية ورفاهية الشباب. قامت الدراسة على أساس استطلاع شمل أكثر من 8800 طالب، حيث تم جمع البيانات خلال عام 2022، أثناء الموجة الخامسة من جائحة كورونا.
طُلب من الطلاب تقديم ملاحظات حول تجاربهم الإيجابية والسلبية قبل سن 18 عامًا، بالإضافة إلى تقييم معاناتهم من أعراض الاكتئاب والقلق، ومستوى رضاهم عن الحياة وصحتهم العقلية.
وأظهر فريق البحث أن الأفراد الذين خضعوا لتجارب إيجابية أكثر في مرحلة الطفولة كانت لديهم مستويات منخفضة من الاكتئاب والقلق، وكانت لديهم رضا أعلى عن الحياة وصحتهم العقلية.
وبالمقابل، كان لدى الأشخاص الذين خضعوا لعدد أكبر من تجارب الطفولة السلبية أعراضًا أكثر للاكتئاب والقلق، وكانت لديهم رضا أقل عن الحياة وصحة عقلية أضعف.
وفي تعليقهم على الدراسة ، قال الباحثون : “تبين لنا أن الأشخاص الذين تعرضوا لـ 4 تجارب سلبية أو أكثر في الطفولة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والشعور بعدم الرضا عن الحياة بنسبة 4 أضعاف، وكانوا أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالقلق بنسبة 3 أضعاف”.
وأضافوا : “على الرغم من أنه لا يمكننا منع الظروف الصعبة التي يمر بها الشباب، إلا أن تجارب الطفولة الإيجابية ارتبطت بتحسن الصحة العقلية والرفاهية، حتى بالنسبة للشباب الذين مروا بتجارب سلبية في الطفولة”.
تتضمن تجارب الطفولة السلبية مجموعة من الأحداث مثل الاعتداء اللفظي والجسدي والجنسي، والإهمال العاطفي والجسدي، والعنف المنزلي، والمرض العقلي لمقدمي الرعاية، والسجن، وتعاطي المخدرات، والطلاق، بالإضافة إلى تجارب سلبية على المستوى المجتمعي مثل انعدام الأمن الغذائي، والتشرد، والشعور بعدم الأمان في المدرسة أو في المجتمع.