متابعة-جودت نصري
يلاحظ بعض الآباء تغيراً في سلوك الطفل؛ تتحول شخصيته من الهدوء والسكينة إلى شعلة من النشاط والحيوية، وأحياناً بمجرد استيقاظه يتصرف بالاندفاع والعصبية، ورفض كل توجيه، وأحياناً تجده الأم يصرخ ويرفع صوته؛ حيث يفقد السيطرة ويصبح في حالة من الحركة المفرطة، والحقيقة أن مظاهر الخلافات التي تراها الأم كثيرة ومتنوعة، فتندهش وتستغرب منها، ولا تدرك الأسباب الحقيقية وراءها.
العوامل المؤثرة على سلوك الطفل
عدد ساعات النوم ليلاً يؤثر على سلوك الطفل
الطفل كائن حساس. لقد ولد ورقة فارغة. تكوينه ووعيه لم ينضج بعد، أما نومه الكافي، وصحة نظامه الغذائي، وطريقة تربيته وتوجيهه من قبل والديه، والتقدم التدريجي في نموه، كلها عوامل تؤثر على سلوك الطفل سواء سلباً. أو بشكل إيجابي.
تقدير نوم الطفل خلال ساعات الليل
يعد النوم من أهم العوامل التي تؤثر على سلوك الطفل اليومي، وإذا لم يحصل الطفل على قسط كافٍ من النوم أثناء الليل، فقد يصبح أكثر عصبية خلال اليوم التالي.
من فوائد النوم السماح لعقل الطفل بالتطور والنمو. خلال ساعات النوم، يقوم الدماغ بتطوير الأعصاب والوصلات العصبية. لتحسين القدرات العقلية للطفل، لذلك ينصح بتحديد وقت للنوم والاستيقاظ حتى في أيام العطلات.
الجوع والعطش
إذا لم يتم تلبية احتياجات الطفل الأساسية من الطعام والشراب، فقد يؤدي ذلك إلى تغيرات في سلوكه. قد يصبح منزعجاً أو عصبياً، أو قد تزداد حساسيته ويبدأ بالبكاء على أمور صغيرة.
نوع الأطعمة التي يتناولها الطفل
يمكن أن تسبب الأطعمة المصنعة الغنية بالأصباغ (خاصة الأحمر والأزرق) والسكريات والوجبات الخفيفة مثل رقائق البطاطس والمشروبات الغازية وحبوب الإفطار والأطعمة المعلبة ما يلي:
فرط النشاط عند الطفل.
حساسية الطعام.
تغير في السلوك (أصبح أكثر اندفاعًا وعصبية).
لذلك، ينصح بأن يكون النظام الغذائي للطفل غنياً بالخضروات والفواكه، والتقليل قدر الإمكان من أي أطعمة تؤثر سلباً على سلوك الطفل.
طبيعة الروتين اليومي للطفل
تحديد أو تحديد أنشطة يومية للطفل أثناء الإجازة أو المدرسة يساعده على بناء روتين صحي، ويشغله خلال يومه، ويدفعه إلى تعلم وتطوير مهارات جديدة كل يوم. كما أنه يساهم في جعل الطفل يشعر بالحماس لليوم الجديد، ويعلمه تقدير الوقت، وعدم إضاعته، واستثماره فيما يفيده، والابتعاد عما قد يضيع وقته.
يشارك الطفل في الأنشطة الخارجية وممارسة الرياضة
من المهم أن يحصل الطفل على بعض الوقت خارج المنزل في الهواء الطلق، ويفضل أن يكون ذلك في أماكن بها بعض الأشجار أو النباتات، وليس في الأسواق أو المجمعات السكنية. تساعد التمارين التي يمارسها الطفل في المدرسة أو المنزل على التخلص من الطاقة الزائدة التي قد تسبب فرط نشاط الطفل، مما يحسن سلوكه.
المبالغة في تحفيز الطفل أو عدم وجود أي تحفيز على الإطلاق
هناك أطفال يتم تحفيزهم باستمرار وليس لديهم وقت للراحة. وقد يشعر هؤلاء الأطفال بالإرهاق الجسدي أو النفسي، مما يؤثر سلباً على سلوكهم. وكذلك الأطفال الذين لا يتلقون أي تحفيز ولا يمارسون أي أنشطة خلال اليوم. كما أن هؤلاء الأطفال تتراكم لديهم الطاقة الزائدة مما قد يؤثر سلباً على سلوك الطفل، لذا فالاعتدال مطلوب.
تغيرات في الجو العائلي
التأثير السابع على سلوك الطفل هو: حدوث تغيرات مثل الطلاق، أو وفاة أحد أفراد الأسرة المقربين، أو حتى حدوث ولادة جديدة وقدوم أخ جديد للطفل يمكن أن تؤثر على سلوكه.
في بعض الأحيان قد يتغير سلوك الطفل نحو الأسوأ؛ للحصول على الاهتمام والاهتمام الذي يحتاجه إذا شعر بالحرمان وعدم الأمان داخل أسرته.
كما أن تغيير الأسرة لمكان الإقامة والمحيط المألوف للطفل، كانتقاله للعيش في منطقة أو مدينة أخرى، قد يكون له تأثير على سلوك الطفل سواء كان ذلك بطريقة إيجابية أو سلبية.
يلاحظ الطفل ويقلد السلوك المحيط به؛ إذا كان سلوك الوالدين سيئاً أو كان سلوكهم عصبياً ومندفعاً، فسيقوم الطفل بتقليد السلوك الذي يراه، أو إذا لاحظ الطفل العنف في منزله، فسيصبح عنيفاً مع أقرانه أو زملائه في المدرسة.
إن سلوك الطفل “سيدتي” يعكس في أغلب الأحيان السلوك الذي يراه في المنزل، ولكن لا يمكن إنكار أنه حتى الأشخاص الآخرين الذين قد يختلط بهم الطفل، سواء الجيران أو الأطفال الآخرين في روضة الأطفال أو المدرسة، قد يؤثرون على ذلك. سلوك الطفل.
يتواصل الآباء مع الطفل
يتواصل الوالدان مع الطفل، سواء من خلال قضاء الوقت معه، أو ممارسة أنشطة مشتركة معًا، أو الجلوس للتحدث معه والسماح له بالتعبير عما يدور بداخله أو حوله. كل ذلك يساعد الطفل على الشعور بالأمان والاستقرار وسط أسرته، وبالتالي يتأثر سلوكه بشكل إيجابي ويسعى لأن يكون إنساناً أفضل.
يمكن أن تؤثر أساليب الانضباط أيضًا على سلوك الطفل. تأديبه بالصراخ والضرب والتشدد في التربية قد يؤدي إلى نفور الطفل وتمرده، بينما تأديبه باللطف والتسامح قد يحسن سلوك الطفل.
الوقت الذي يقضيه الطفل على الأجهزة الإلكترونية
ومسألة القضايا؛ قضاء الطفل وقتا أطول في اللعب بالأجهزة الإلكترونية والتعرض لمشاهد العنف والضرب التي يتم تقديمها له تجعل الطفل يرغب في تقليدها، بالإضافة إلى أنه سوف يرى الحياة الحقيقية مملة مقارنة بما يراه على الشاشات مما قد يحفزه على تغيير سلوكه ليشبه ما يراه على الشاشات.
ولن ننسى تأثير الفئة العمرية للطفل؛ يزداد السلوك العصبي لدى الطفل ما بين 2-3 سنوات، ويحاول الطفل بناء شخصيته وإيجاد بعض الاستقلالية عن أوامر الوالدين، الأمر الذي يتطلب الصبر والانضباط المناسب لعمره.