متابعة بتول ضوا
تُعدُّ أصواتُ الحيتانِ من عجائبِ الطبيعةِ وأسرارِها، فهي تُغني المحيطاتِ بلحنٍ ساحرٍ يُثيرُ فضولَنا ودهشتنا. لطالما تساءلَ العلماءُ عن كيفيةِ إصدارِ هذهِ الكائناتِ الضخمةِ لتلكَ الأصواتِ العميقةِ التي تقطعُ مسافاتٍ شاسعةً عبرَ الماءِ.
أخيرًا، كشفَ علماءُ البحارِ النقابَ عن سرِّ أصواتِ الحيتانِ، فاتضحَ أنّها تُصدرُ أصواتَها باستخدامِ حنجرتِها، التي تُشبهُ في تركيبِها حنجرةَ الإنسانِ، لكنّها تتميزُ بوجودِ بطانةٍ من الدهونِ والعضلاتِ تُساعدُها على إصدارِ أصواتٍ قويةٍ تحتَ الماءِ.
لا تقتصرُ قدراتُ الحيتانِ على إصدارِ أصواتٍ عاديةٍ، بل هي تمتلكُ ذكاءً فريدًا يُمكّنُها من تعلّمِ أصواتٍ جديدةٍ ونشرِ ثقافتِها الصوتيةِ في أرجاءِ المحيطاتِ.
وتستخدمُ الحيتانُ أغانيها للتواصلِ مع بعضِها البعضِ، وتبادلِ المعلوماتِ حولَ مواقعِ الطعامِ والأخطارِ والمناطقِ المُناسبةِ للتكاثرِ. وتُشبهُ هذهِ الأغاني لغةً موسيقيةً خاصةً تُتبعُ نفسَ المبادئِ التي يتبعُها علمُ الطبيعةِ في التفاعلِ بين الهواءِ والكائناتِ.
لا تُمثّلُ أصواتُ الحيتانِ مجردَ وسيلةٍ للتواصلِ فحسب، بل هي تعبيرٌ عن مشاعرِها وأحاسيسِها، من سعادةٍ وحزنٍ وخوفٍ واشتياقٍ.