متابعة-جودت نصري
السكتة الدماغية هي حالة طبية طارئة تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ أو ينقطع تمامًا، مما يؤدي إلى إصابة في الأنسجة الدماغية نتيجة لنقص الأكسجين والمواد الغذائية. تتسبب السكتة الدماغية في تلف دائم للخلايا العصبية في الدماغ ويمكن أن تؤدي إلى تأثيرات خطيرة على وظائف الجسم.
هناك نوعان رئيسيان من السكتة الدماغية:
1. السكتة الدماغية الناجمة عن جلطة دموية (Ischemic Stroke): تحدث عندما يتشكل جلطة دموية في أحد الشرايين التي تغذي الدماغ، مما يعيق تدفق الدم إلى منطقة معينة في الدماغ. تشكل الجلطة الدموية عادة في الشرايين التي تكون متضيقة بسبب تراكم الدهون والرواسب (التصلب العصيدي)، أو قد تكون نتيجة لجلطة تنتقل من منطقة أخرى في الجسم مثل القلب.
2. السكتة الدماغية الناجمة عن نزيف (Hemorrhagic Stroke): تحدث عندما ينفجر وعاء دموي في الدماغ ويحدث نزف. يمكن أن يكون النزيف نتيجة انفجار ورم دموي (أنيوريسم) أو كسر وعاء دموي.
تختلف الأعراض المصاحبة للسكتة الدماغية وفقًا للمنطقة المتأثرة في الدماغ، ومن بين الأعراض الشائعة يمكن ذكرها:
– فقدان الشعور أو الشلل في إحدى الجانبين من الجسم.
– ضعف حاد في العضلات.
– صعوبة في التحدث أو فهم الكلمات.
– صعوبة في البصر أو فقدان جزئي للرؤية.
– دوار شديد أو فقدان التوازن.
– صداع حاد غير معتاد.
تعد السكتة الدماغية حالة طارئة تتطلب رعاية طبية فورية. في حالة السكتة الدماغية الناجمة عن جلطة دموية، يتم استخدام العلاجات التالية:
– العلاج الدوائي: يشمل استخدام أدوية مضادة للتجلط مثل الأسبرين والهيبارين لمنع تكوين مزيد من الجلطات الدموية، وأحيانًا يتم استخدام أدوية لذوبان الجلطات.
– العلاج بواسطة الأشعة التداخلية: يمكن استخدام إجراءات التداخلال السنوات الأخيرة، ظهرت تطورات جديدة في علاج السكتة الدماغية تشمل:
1. العلاج بواسطة المسح الضوئي المتسلسل (CT scan): يستخدم لتحديد نوع السكتة الدماغية وتحديد العلاج المناسب. يتم استخدام المسح الضوئي لتصوير الدماغ وتحديد ما إذا كانت السكتة الدماغية ناجمة عن جلطة دموية أو نزيف.
2. العلاج بواسطة العقاقير الخافضة للتوتر الشرياني: يستخدم للحد من ارتفاع ضغط الدم الذي يعد عامل خطر للسكتة الدماغية.
3. العلاج بواسطة العلاج الثلاثي للسكتة الدماغية الناجمة عن جلطة دموية: يتضمن استخدام الأدوية المضادة للتجلط، مثل الأسبرين وكلوبيدوغريل، بالإضافة إلى العلاج بواسطة الفيبرينوليتيك المناعي (IV tPA) الذي يتم إدارته عن طريق الوريد لذوبان الجلطة الدموية.
4. العلاج بواسطة القسطرة الأوعية (Endovascular treatment): يتم استخدامه في حالات السكتة الدماغية الناجمة عن جلطة دموية كبيرة ويتضمن إدخال قسطرة صغيرة إلى الشريان المصاب واستخدام أدوات خاصة لإزالة الجلطة أو إجراء إجراءات إضافية لاستعادة تدفق الدم.
يجب أن يتم تقييم الحالة بواسطة فريق طبي متخصص في أقرب وقت ممكن بعد حدوث السكتة الدماغية، حيث يمكن توفير العلاجات المناسبة والرعاية اللازمة لتقليل الضرر الناجم عن السكتة الدماغية وتحسين فرص الشفاء.
