كان تحقيق الفوز الأول في كأس أمم أفريقيا حلما يداعب المنتخبين الموريتاني والناميبي على مدار تاريخهما لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث تأهلا للمرة الأولى إلى الأدوار الإقصائية.
وسجل منتخبا موريتانيا وناميبيا إنجازا تاريخيا بكل معنى الكلمة عبر بلوغ الأدوار الإقصائية للمرة الأولى في تاريخهما عبر نسخة كوت ديفوار 2023 من البطولة القارية.
وجاء تأهل المنتخبين إلى دور الستة عشر على حساب منافسين عربيين هما الجزائر وتونس، اللذان ودعا البطولة من الباب الخلفي.
وبدأ منتخب ناميبيا مشواره بفوز تاريخي على تونس ثم تعرض لخسارة قاسية على يد جنوب أفريقيا بأربعة أهداف دون رد قبل أن ينهي مشواره بالتعادل مع مالي سلبيا لينهي مشواره في المجموعة الخامسة في المركز الثالث بأربع نقاط.
بينما استهل منتخب موريتانيا مسيرته بالخسارة أمام بوركينا فاسو بهدف ثم أمام أنجولا 2 /3 قبل الفوز على الجزائر لينهي مشواره في المجموعة الرابعة في المركز الثالث بثلاث نقاط.
سيصبح يوم الثلاثاء 16 كانون الثاني/يناير 2024 خالدا في أذهان الشعب الناميبي، كيف لا وقد شهد أول فوز للمنتخب في كأس أمم أفريقيا، وعلى حساب من؟ المنتخب التونسي المتوج باللقب القاري في 2004.
كما أصبح ديون هوتو بطلا أسطوريا في ناميبيا بعد أن خطف هدف الفوز في شباك نسور قرطاج قبل دقيقتين من النهاية.
كما أصبح يوم الثلاثاء 24 كانون الثاني/يناير أشبه بعيد قومي في موريتانيا، بعد أن حقق خلاله المرابطون الانتصار الأول في البطولة القارية بفوز تاريخي على الجزائر بهدف محمد ديلاهي يالي، حيث مهد هذا الفوز الطريق نحو حصد بطاقة العبور لدور الستة عشر للمرة الأولى في تاريخه.
وكانت الخسارة على يد ناميبيا سببا رئيسيا في خروج منتخب تونس من البطولة القارية حيث تعادل بعدها نسور قرطاج مع مالي بهدف لمثله ومع جنوب أفريقيا سلبيا، لينهي مشواره في دور المجموعات بحصد نقطتين في قاع الترتيب.
ولا يختلف الحال بالنسبة للمنتخب الجزائري الذي كان لا بديل أمامه سوى الفوز على موريتانيا لتأمين بطاقة العبور إلى دور الستة عشر بعد تعادله مع أنجولا 1 /1 ومع بوركينا فاسو 2 /2 في أول جولتين، لكن المرابطون كانوا على موعد مع يوم تاريخي بملعب السلام وأنهوا مشوار محاربي الصحراء في المركز الأخير برصيد نقطتين.
لكن الحلم لم ينته بعد بالنسبة للمحاربين الشجعان أو المرابطين بعد أن أشعلوا حماس ملايين من عشاق كرة القدم في بلديهما.
وبعد أن كان الخروج المشرف هو أقصى أماني الجماهير في ناميبيا وموريتانيا، أصبح الحديث الآن يدور حول إلى أي مدى يمكن للمحاربين والمرابطين الصمود والوصول.
واحتشد الآلاف في العاصمة الموريتانية نواكشوط فرحا بتأهل “المرابطون” لدور الـ16 واستمرت احتفالات الجماهير الموريتانية حتى الصباح، حيث جابت مسيرات راجلة ومسيرات بالسيارات مختلف الشوارع وفي مدن أخرى للتعبير عن الابتهاج بالانتصار.
وغرد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني عبر حسابه بمنصة (إكس) مهنئا المنتخب بالفوز والتأهل، وقال: “نتيجة وأداء رائع، وجهد جماعي، وروح وطنية عالية. واصلوا فكل الشعب معكم”.
ويواجه منتخب موريتانيا مهمة غاية في الصعوبة في دور الستة عشر حينما يلتقي يوم الاثنين المقبل مع منتخب الرأس الأخضر الحصان الأسود للبطولة.
وتصدر منتخب المجموعة الثانية التي ضمت منتخبان فازا فيما بينهما باللقب القاري 12 مرة من قبل.
وبدأ منتخب الرأس الاخضر مشواره بفوز مثير ومفاجئ على غانا الفائزة بخمسة ألقاب في البطولة القارية، بهدفين مقابل هدف بعدما خطف جاري رودريجيز هدف الفوز القاتل في الوقت بدل الضائع، وهو الهدف الذي لعب دورا كبيرا في النهاية في إقصاء غانا من دور المجموعات.
وفي الجولة الثانية فاز منتخب الرأس الأخضر على موزمبيق بثلاثة أهداف دون رد قبل أن ينهي مشواره في دور المجموعات بفرض التعادل بهدفين لمثلهما على منتخب مصر البطل القياسي لأفريقيا برصيد سبعة ألقاب.
وعلى الورق تبدو مهمة ناميبيا أسهل نسبيا حيث ستلاقي غدا السبت منتخب أنجولا الذي لم يسبق له الفوز باللقب القاري من قبل لكنه تأهل مرتين لدور الثمانية في نسختي غانا 2008 وأنجولا 2010.
وفي النهاية لا يمكن لأحد أن يحدد متى ستنتهي المسيرة التاريخية لموريتانيا وناميبيا، بل هو شيء سيحدده لاعبو المنتخبين بالإضافة إلى بعض الحظ، إذا اقتضت الحاجة.