يعرّف اكتئاب ما بعد الولادة على أنّه اضطراب في المزاج يصيب الأم بعد ولادة طفلها، إذ تشعر الأم بحزن شديد وقلق وإرهاق، يستمرّ لعدّة أشهر من الولادة، ليؤثر غالبا على قدرة الأم على القيام بأداء مهامها اليومية، فتشعر بالإحباط بعد أقل مجهود ورفض للطفل.
ويصبح من الصعب عليها تقديم الرعاية اليومية اللازمة لطفلها أو حتى لنفسها، وقد تضطر إلى إقصائه من حياتها فلا تقوم بواجباتها تجاهه مثل رعايته وإرضاعه، وذلك وفقا للمؤسسة الوطنية للصحة العقلية في الولايات المتحدة.
وعلى الرّغم من انتشار الحالة، إلّا أنّه ليس هناك سبب محدّد وواضح لها، لكنّ هناك عدّة عوامل قد تدفع وتؤجّج حصولها، وهي:
1_انخفاض هرمونات الإستروجين والبروجيسترون بعد الولادة، مما يقود إلى تغييرات في كيمياء المخ تحفز تقلّب المزاج؛
2_قلة نوم المرأة نتيجة الاعتناء بالطفل.
3_وجود سيرة مرضية للإصابة بالاكتئاب خلال الحمل أو في حمل سابق، وليس فقط اكتئاب الحمل، بل أيضًا يعدّ وجود سيرة مرضيّة أو عائليّة للاكتئاب لدى الأمّ عاملًا محفّزًا على تطوّر اكتئاب ما بعد الحمل لدى المرأة الوالدة.
4_ التعرض لحدث صعب خلال فترة الحمل، مثل موت الزوج أو فقدان الدخل.
5_ التعرض للعنف الأسري.
6_عدم وجود دعم عاطفي كافي من العائلة.
7_ حدوث مضاعفات أثناء الولادة، أو ولادة طفل يعاني مشاكل صحية.
ويؤثّر تعامل البيئة المحيطة بالمرأة الوالدة مع حالتها وما تمرّ به عاملًا مهمًّا في تطوّر الاكتئاب أو تراجعه، إذ أنّ الضغوط على الأم من المحيطين في هذه المرحلة، وعدم استشارة الطبيب واعتبار سلوكياتها نوعا من التقصير، أمور قد تدفع الأم للانتحار أو إيذاء نفسها وطفلها بمختلف الطرق.