متابعة-جودت نصري
يعاني غالبية الآباء من سلسلة الطلبات التي لا نهاية لها من أطفالهم؛ إنهم يريدون المزيد دائمًا. ينظرون إلى ما لدى أقرانهم، وتحيط بهم الإعلانات على الشاشات.. بمنتجاتهم الجذابة والغالية الثمن. وفي المقابل يبذل الأهل ما في وسعهم… لكن دون جدوى. وتتفاقم المشكلة إذا تعرضت الأسرة لمشاكل مالية، أو كانت غير فعالة بالفعل. الوضع سهل. وهنا قدم العلماء والتربويون حلولاً للآباء، بالقول والأفعال التي تعلم طفلك معنى الرضا والقناعة.
مراعاة الظروف
لا بد من تعليم الطفل مراعاة ظروف أسرته، فليس كل ما يتمناه سيحصل عليه، أخبر طفلك ما هو قابل للتنفيذ، وما يمكن شراؤه وما يصعب بسبب ميزانية المنزل.
يمكن التفاوض مع الطفل بالحصول على لعبة أرخص مؤقتاً وتأجيل غالية الثمن، لحين تحسن الظروف، فيشعر الطفل أنه سيحصل على ما يريد لكنها مسألة وقت.
القناعة أن يقتنع أطفالي أن ما بين أيديهم يكفيهم، ما يغرس في نفوسهم الرضا والاستمتاع بما يملكون غير آبهين بما لا يملكون.
الإحساس بالقناعة والرضا..صفة مكتسبة
القناعة من الصفات المُكتسبة، ومفهومها الرضا بما هو متاح، ويبدأ الوالدان في تعزيز هذه القناعة من قبل مجيء الطفل، بمعنى أن هذين الوالدين لديهما القناعة أساساً بأنهما مناسبان لبعضهما.
وأن هذا الابن القادم يحتاج إلى أسلوب تربية خاص، وأن يكونا نموذجين مُتحركين لتعزيز وغرس بعض الصفات التي تكون القناعة إحداها، ومن لم يكتفِ بما لديه، فلن يكفيه ما سيحصل عليه.
أن تقتنع بعدم إعطاء الطفل كل شيء، و ألا تستجيب لمحاولاته في إقناعك بشراء أو عمل شيء غير ضروري، عليكم أيها الآباء وقف التذمر الدائم بينكما كأزواج، وتجنب الحوارات المُتشائمة أمام الطفل، خاصة التي تشكو مسؤوليات الحياة.
تفهّم الإشارات التي تفضح عدم قناعة طفلك
لا شك أن تربية وإنشاء طفل قنوع راضٍ بما هو مُتاح، مهمة ليست سهلة وتعتبر تحدياً للأهل؛ ولهذا عليكم تفهم الإشارات والعلامات التي يُبديها الطفل وتفضح عدم قناعته.
أن تدرك أن فكرة الحوار من قِبل الطفل غائبة، وتظهر حينما يطلب ما يريد بالصراخ والبكاء والعناد غير المبرر، وأن تفهم أن سعي الطفل إلى الحصول على الشيء لأنه رآه في يد الآخرين، لهو إشارة إلى غياب ما يُحب والتنازل عن مفضلاته الخاصة.
قضايا وأمور يجب تنشئة الأبناء عليها
تنشئة أطفال يدركون الوضع المادي للأهل، ويُفرّقون بين حاجياتهم الأساسية وبين الرفاهية غير المنتجة.
أن يتعلم الطفل الادخار، وكيف يدخر المال ويُوفره، وإخباره بشراء ما يرغب به من أمور غير أساسية من مدخراته الشخصية.
تقديم خيارات للطفل تُلبي المطلب نفسه، واحترام خياره حتى ولو كان عكس رغبتنا.
تعليم الطفل معنى الامتنان لما هو متاح، والحرص على تدوين وكتابة الأمور التي يمتنّون لوجودها في حياتهم بشكل يومي.
الوضع المادي للعائلة لا يجب أن يكون سراً أو أمراً لا يُكشف عنه أمام الأبناء، بل على العكس، يجب مُصارحة الأبناء.
إشعار الطفل أنه جزء من العائلة يعي تماما ما تمر به، وأن له دوراً فاعلاً إذا فَهم ما تمر به الأسرة من حوله.
القناعة تبدأ بك
كوني أيتها الأم المثال والقدوة، لأن طفلك ينظر إليك؛ فعندما تحجمين مشترياتك مثلاً، فإن طفلك سيراك سعيدة وراضية وسيقلدك.
أن تكوني ممتنة هو أنسب طريقة لشعورك بالقناعة، فالامتنان يجعلك تركزين بما لديك وليس ما ليس بحوزتك.
واحتفلي بالإنجازات الصغيرة: مهما كان الإنجاز بسيطاً، عبري عن فرحتك وليس بالضرورة انتظار الإنجازات الكبيرة.